الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            ضوابط التفاعل الحضاري (وسائله وآثاره التربوية)

            الأستاذ / عبد الولي محمد يوسف

            خامسا: الآثار المترتبة على استشراف المستقبل:

            من الناحية الإيجابية فإن هناك آثارا وثمارا عديدة تستفاد من الدراسات الاستشرافية، من ذلك:

            1- حماية المجتمع من أي لوثة فكرية أو خلقية تتستر خلف المصطلحات الخلابة والكلمات البراقة والتي لا يمكن بيان عوارها وكشف زيفها إلا من خلال تأمل عواقبها وتدبر مآلاتها.

            2- من خلال دراسة العواقب، والنظرة الواعية إلى المستقبل، تقتبس الأمة الإسلامية من الحضارة المعاصرة ما ينفعها في دنياها مما لا يخالف مبادئها ومنهاجها الإسلامي.

            3- من خلال استشراف المستقبل تأمن الأمة الإسلامية حاجاتها المستقبلية من جميع النواحي: العلمية، والتقنية، والإدارية، والسياسية، والعسكرية، والأمنية، وغير ذلك. [ ص: 191 ]

            4- أنها تمنع المشاكل أن تقع، وإذا وقعت تحاول أن تخفف من آثارها، بأخذ التدابير اللازمة حيالها، ولهذا يقول العلماء: "الدفع أولى من الرفع" [1] .

            ومن جـانب آخر، فإن عـدم مراعاة ذلك يؤدي إلى بعض الآثار السلبية، ومنها:

            1- تأخر الأمة الإسلامية وتخلفها عن ركب الحضارة، وذلك بسبب عدم قدرتـها على توفـير احتياجاتـها المستقبلية والتي تعتبر ضرورية بالنسبة إلى تطورها وتقدمها.

            2- تسلط الأعداء عليها، وذلك بسبب عدم قدرتها على تأمين احتياجاتها الدفاعية، وعدم معرفة مخططات أعدائها، وما يحيكونه ضدها من مؤامرات في مستقبلها القريب والبعيد.

            ولهذا جاءت الدراسات المستقبلية لتدرس باهتمام كبير: "النتائج السلبية، التي يمكن أن تقع مستقبلا، أو تتفاقم بسبب خطورة المواد، التي نتجت عن تقدم العلم، أو سوء الاستخدام لنتائج التقدم العلمي، وتحاول هذه الدراسات من خـلال حسـاباتـها التراكمية الوصـول إلى حجم هذه الآثار، ثـم نشر الـوعـي بـها، وصياغـة الحـلول الكفيلة بالسيـطرة على النتائـج غـير المرغـوبة أو التقليل من آثارها" [2] . [ ص: 192 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية