الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            أولا: الآثار الإيجابية:

            ومن أهمها:

            1- الابتكار والإنتاج:

            من خلال التفاعل الحضاري، استطاعت دول كثيرة -كاليابان مثلا- أن تبتكر وتنتج في المجال العلمي، وتتنقل من طور إلى طور، "من عصر البخار إلى عصر الكهرباء، إلى عصر الذرة والنواة، وغزو الفضاء، والثورة البيولوجية، [ ص: 202 ] وهندسة الوراثة" [1] وغير ذلك من الابتكارات في حقول المعرفة، ويمكن للعالم الإسلامي، من خلال التفاعل الحضاري، أن يبتكر وينتج في مجالات العلم، فالعلم ليس شقيقا لأمة معينة، وليس خاصا ببلد دون غيره من البلدان.

            2- التحصيل العلمي والمعرفي:

            ازداد التحصيل العلمي والمعرفي بسبب "الاطلاع على الثقافات الأخرى وتعدد مصادر المعرفة، وتبادل الأفكار والثقافات، والتعريف بالحضارات الإنسانية في الميادين العلمية وغير ذلك" [2] ، ولا شك أن التفاعل مع الأمم الأخرى، والاقتباس منها له الأثر الواضح في رفع مستوى التعليم، وخاصة فيما يتعلق بالعلوم الطبيعة والكونية، وإن كان هذا التحصيل يوصف بالضعف والهشاشة.

            3- اكتساب اللغات:

            لقد تم اكتساب عدد من اللغات بسبب التفاعل الحضاري واحتكاك الأمم بعضها ببعض، فانتقلت اللغات الأجنبية إلى البلدان الإسلامية عن طريق الابتعاث، كما انتقلت عن طريق حملات الاستعمار وما تلاها من حملات التغريب. [ ص: 203 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية