الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            أولا: الآثار الإيجابية:

            وعلى الرغم من أن مساحة الإيجابيات ليست بالكبيرة، إلا أننا نذكر منها:

            1- تقدم المجتمع:

            من أبرز الآثار الإيجابية للتفاعل الحضاري المنشود تقدم المجتمع ورقيه، ذلك أن الأخذ بالأسباب وسنن التقدم والتطور من الأمم المتقدمة الأخرى، وتطبيقه في مجتمعاتنا الإسلامية، يؤدي بلا شك إلى نوع من التقدم مما حدث في المجتمع الغربي، في مجال الصناعة والتكنولوجيا، فمثلا إذا طبقت أساليب البحث العلمي المعاصر، وتم استدعاء ما هو نافع، وصاحب ذلك حيوية ونشاط، وعزيمة قوية، وجهد دؤوب، فإن التقدم حاصل بإذن الله [1] .

            2- سهولة الاتصال بين المجتمعات بتطور المواصلات:

            كانت المواصلات في القدم تتم عبر وسائل بدائية، مثل ركوب الحمير والأنعام والبغال والخيول وغير ذلك، مما كان يستخدم لأغراض السفر، يقول [ ص: 213 ] تعالى: ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون * وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم * والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ) (النحل: 5-8).

            ولما ازدادت حاجة البشر إلى الاتصال فيما بينهم، ازدادت الحاجة إلى تطوير المواصلات -وكما قيل: الحاجة أم الاختراع- فابتكر الناس بفضل الله ومنه أدوات جديدة سهلت عملية الاتصال والتفاعل فيما بينهم، فتم اختراع السيارات والطائرات والباخرات والقطارات وغير ذلك.

            وقد تداول البشر فيما بينهم تلك الوسائل والأدوات، فلم تكن حكرا على دولة دون أخرى، -وإن كانت براءة الاختراع وأسرار صنع تلك الأدوات حكرا على صانعيها- ومن هنا استوردت البلاد الإسلامية تلك الوسائل والأدوات، فساهمت في تيسير الاتصال بين المجتمعات الإسلامية، فيما بينها، وبينها وبين غيرها من المجتمعات الأخرى.

            3- المساهمة في ترتيب أولويات المجتمع:

            المجتمع "يعيد ترتيب أموره الداخلية وفق المعلومات الجديدة، التي يستقبلها، وأيضا، تزداد الحيوية الثقافية من خلال متابعة التطورات الثقافية العالمية ومن ثم لا يصبح المجتمع في عزلة عما يدور في العالم" [2] . [ ص: 214 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية