الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            ضوابط التفاعل الحضاري (وسائله وآثاره التربوية)

            الأستاذ / عبد الولي محمد يوسف

            الآثار التربوية للتفاعل الحضاري

            في المجال الاجتماعي

            الجماعة صفة لازمة للإنسان، فهو مدني بطبعه، يصعب عليه العيش على انفراد، ذلك أن قوته وتلبية حاجاته وتحقيق رغباته يستمدها من المجتمع، وسواء كان ذلك المجتمع مجتمعا فاسدا أو مجتمعا صالحا، فهو متأثر به، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

            والإنسان على مر الأزمنة وكر الدهور كان يحتك بمجتمعه ويتأثر به، والمجتمع الإسلامي ليس خارجا عن هذه الغريزة، فقد مرت به أزمنة تفاعل مع من حوله من الأمم بعقلية واعية رشيدة، حيث ميز بين العام والخاص في مسـيرة الحـضارة الإنسـانية، فاستـفاد من العام المشترك ونبذ الخاص، الذي لا يتفق مع خصوصيته، ولكن سرعان ما تغيرت المفاهيم والأوضاع "فبدأ احتكاك المجتمع الإسلامي بالمجتمع الغربي الشارد عن دينه في القرن التاسع عشر الميلادي، ومنذ اللحظة الأولى أحس الغرب - المغرور بتقدمه المادي- بتفوقه الاجتماعي على العالم الإسلامي، الذي لا شك أنه كان لديه من الفضائل ما يفتقده الغرب، لكن نظرة الغالب إلى المغلوب لا تسمح بالرؤية [ ص: 212 ] الصحيحة عادة، لاسيما والروح الصليبية الحاقدة كانت من ورائها، وبالمقابل أحس المجتمع الإسلامي بالانبهار القاتل واستشعر النقص المرير..." [1] .

            ومن هنا، تأثر المجتمع الإسلامي بالمجتمع الغربي في كثير من النواحي، سلبا وإيجابا.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية