الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            مراعاة الفروق بين الأمم

            أولا: تعريف الفروق الفردية والاجتماعية:

            يقصد بالفروق الفردية "تلك الخصائص والصفات والسمات، التي يتميز بها كل إنسان عن غيره من بني البشر؛ سواء كانت هذه الخصائص تتعلق بالنواحي الجسمية، أو العقلية، أو الاجتماعية، أو المزاجية، أو الأخلاقية"؛ وقيل: هي، من ناحية إحصائية: "الانحرافات الفردية عن المتوسط العام لصفة من الصفات" [1] .

            أما الفروق الاجتماعية فيمكن أن تعرف بأنها: ما يتميز به مجتمع عن مجتمع آخر، في النواحي الدينية والفكرية، وفي الأعراف والعادات، وفي الأخلاق والقيم، وفي العواطف والمزاج، وفي التقدم والتطور.

            ويتبين من هذه التعاريف ما يلي:

            1- أن البشر يتشابهون في كثير من الصفات، والسمات، ويختلفون في بعضها، ومن هذا البعض يأتي التمايز بين الأفراد والجماعات. [ ص: 150 ]

            2- أن الفروق الفردية ليست خاصة بالخصائص الجسمية من الطول والقـصر، والنحـافة والبـدانة، وغير ذلك، بل هي أشمل من ذلك، حيث يدخل ويندرج تحتها: اختلاف النواحي العقلية، والاجتماعية، والأخلاقية، وغير ذلك.

            3- الفروق بين الناس ليست فروق نوعية، بل هي فروق كمية، أي فروق في الدرجة [2] .

            4- الفروق ليست خاصة بالأفراد، وإنما تتناول أيضا الجماعات والشعوب "فهناك فروق جماعية أو قومية، وذلك ما يتميز به شعب عن شعب، أو مجتمع عن مجتمع، فللعرب نفسيتهم العامة، التي تميزهم عن نفسية الإنكليز مثلا، أو نفسية اليابان أو الروس" [3] .

            5- أن حياة المجتمعات ليست من طبيعة واحدة، بل هي من طبائع مختلفة، ولكل منها طبيعة خاصة يمكن تحديدها في ضوء ما تؤدي إليه الدراسة العلمية التحليلية لمقومات المجتمع. [ ص: 151 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية