الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            أولا: حكم التفاعل الحضاري:

            الحكم على التفاعل الحضاري بالحظر أو بالإباحة بإطلاق تنقصه الدقة والموضوعية، لذا فالصواب التفصيل في هذه المسألة، وهو أن التفاعل الحضاري يمر بالأحكام التالية: [1]

            1- يكون محظورا إذا كان في أصول الدين وأسس العقيدة.

            2- يكون فسوقا إذا كان في الأخلاق الفاسدة. [ ص: 40 ]

            3- يكون حراما إذا كان في التقاليد والعادات والشعائر العامة.

            4- يكون مكروها إذا كان في الأمور العامة، التي لا تمس العقيدة.

            5- يكون مباحا - بشروط وقيود- في الإنتاج المادي، والعلوم الإنسانية والتجريبية البحتة، والتجارب العسكرية، وذلك بعد صياغتها صياغة إسـلامية، وتنقيتها من شوائب الجاهلية، وتجريدها من مصالح الكفار، وألا تتعارض مع مصلحة من مصالح الإسلام.

            6- ويكون واجبا أو فرضا كفائيا إذا كان الجهل بأسباب القوة، التي تدرأ كيد الأعداء، مفضيا إلى ضرر محقق تتعرض به الأمة الإسلامية إلى خطر تسلط عدوها.

            إن ضبط العلاقة بين المسلم وغير المسلم تجعل كل طرف يؤثر ويتأثر بالطرف الآخر "فيتغير ويعدل ويكتسب عاداته واتجاهاته ومثله، كذلك يكون دائم التأمل لذاته، مستمرا في الموازنة بين شخصيته وشخصية الآخرين..." [2] .

            فالتفاعل الحضاري، منه ما هو جائز، ومنه ما هو محرم:

            التالي السابق


            الخدمات العلمية