الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        المطلب الرابع

        مصرف المهر عند القائلين بوجوبه

        الجارية الموقوفة إذا وطئت وطئا يتعلق به وجوب المهر، فالمهر مصروف إلى الموقوف عليه.

        فإن قيل : إن منفعة البضع لا تملك وحدها دون ملك الرقبة بخلاف منافع البدن، والموقوف عليه لا يستفيد استباحة وطء الأمة الموقوفة، فكيف نجعل المهر له؟

        فالجواب: أنه لما لم يوجد مصرف أولى وأقرب من مصرف المنافع، ولا سبيل إلى تعطيل المهر، ولا إلى صرفه إلى جارية أو عبد ليوقف تعين صرفه لمصرف المنافع، وهو الموقوف عليه; لأنه أقرب الوجوه، والله أعلم.

        أما تعليل بعض الفقهاء في صرفه للموقوف عليه : بأن له بدل نفعها ، وهذا بدل لبعض منافعها ، فإنه غير دقيق; لأن مالك البدل مالك للمبدل ، ولم يقولوا بملكه لمنفعة بضعها. [ ص: 231 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية