الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        المطلب الخامس

        ضوابط توحيد الأوقاف

        لجمع الأوقاف وتوحيدها ضوابط:

        الأول: أن تكون الأوقاف المراد توحيدها خيرية، أو أهلية، ورضي أصحابها.

        الثاني: أن يكون الباعث لتوحيد الأوقاف المصلحة الشرعية.

        قال الشاطبي: "والمعتمد إنما هو أنا استقرينا من الشريعة أنها وضعت لمصالح العباد استقراء لا ينازع فيه الرازي ولا غيره، فإن الله تعالى يقول في بعثه للرسل: رسلا مبشرين ومنذرين ، وقوله : وما أرسلناك إلا رحمة [ ص: 81 ] للعالمين إلى أن قال : وإذا دل الاستقراء على هذا، وكان في مثل هذه القضية مفيدا للعلم، فنحن نقطع بأن الأمر مستمر في تفاصيل الشريعة.

        الثالث : الاستعانة بأهل الخبرة من المختصين ممن لهم معرفة بالمصالح والمفاسد.

        الرابع : أن يحافظ على قصد الواقف وشرطه ما أمكن .

        الخامس: إذن القاضي الشرعي .

        قال محمد بن الحسن: "إذا صار الوقف بحيث لا ينتفع به المساكين، فللقاضي أن يبيعه ويشتري بثمنه غيره، ليس ذلك إلا إلى القاضي".

        وقد سبق تحرير هذه المسألة في مبحث استبدال الوقف.

        السادس: أن يستحضر العاملون في الأوقاف خشية الله ومراقبته ، وأن يعلموا أنهم مؤتمنون على ما بأيديهم من أموال قصد أصحابها وجه الله والدار الآخرة . [ ص: 82 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية