19 - باب
[ 4364 ] قال فضل الحرس في سبيل الله عز وجل أبنا إسحاق بن راهويه أبنا يزيد بن هارون، حدثني شيخ كان مرابطا بالساحل قال: العوام بن حوشب، خرجت ليلة محرسي لم يخرج أحد ممن كان عليه الحرس غيري، فأتيت الميناء فصعدت عليه - والميناء موضع الحرس - فجعل يخيل إلي أن البحر يشرف حتى يحاذي رؤوس الجبال، ففعل ذلك مرارا وأنا مستيقظ، ثم نمت فرأيت في النوم كأن معي الراية، وكأن أهل المدينة يمشون خلفي وأنا أمامهم، فلما أصبحت رجعت إلى المدينة فلقيت أمير الجيش وأبا صالح مولى عمر بن الخطاب، فكانا أول من خرج من المدينة، فقالا لي: أين الناس ؟ فقلت: رجعوا قبلي. فقالا: لم تصدقنا نحن أول من خرج من المدينة، قال: فأخبرتهما أنه لم يخرج من المدينة أحد غيري. قال أبو صالح: فما رأيت ؟ فقلت: والله لقد خيل إلي فيما رأيت أن البحر يشرف حتى يحاذي رؤوس الجبال. قال صدقت، حدثنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس من ليلة إلا والبحر يشرف ثلاث مرات على أهل الأرض يستأذن الله أن يسيح عليهم - [ ص: 124 ] يعني يتدفق - فيكفه الله. قلت: ورأيت أيضا في النوم كأن معي الراية وأن أهل المدينة يمشون معي وأنا أمامهم. فقال أبو صالح: إن صدقت رؤياك لتفوزن بأجر هذه المدينة الليلة، قال: وكان أبو صالح مباعدا إلي قبل ذلك، فكأنه انحاز إلي فجعل يحدثني وقال: أوصانا أبو صالح: أن نشرف ثلاثة: فرجل يبيع علينا، ورجل يغزو، ورجل يجلب علينا، فهذه نوبتي فأنا الآن ناقل إلى المدينة عمر بن الخطاب .
قال شيخنا الحافظ أبو الفضل العسقلاني: روى المرفوع منه فقط، عن أحمد بن حنبل يزيد به.