الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4564 ] قال: وثنا حمزة بن الحارث - يعني ابن عمير - عن أبيه، عن عمرو بن يحيى المازني قال: " لما كان يوم أحد فخمش وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت ثنيته فجاء علي رضي الله عنه - فأكب عليه فجعل يبكي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتني بماء. [ ص: 222 ]

                                                                                                                                                                    فأتاه بماء في جحفة من المهراس، فلما أدناه منه عافه، فجعل يغسل عنه الدم، ويقول: اشتد غضب الله - عز وجل - على قوم كلموا وجه نبيه، ثم قال: انظروا ما صنع سعد بن الربيع، فإني رأيت اثني عشر رمحا شرعى فيه، فأتاه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنظر ما صنعت. فقال: اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام، وأخبره بأني بآخر رمق، واقرأ على قومك السلام، وقل لهم: إن هلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنكم شفر تطرف فإنه لا عذر لكم عند الله، ثم قال: من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ - قال: فهذا الحديث حدثه الزبير عن نفسه - قال: قلت: يا رسول الله، أنا فأعرض عني مرة فقلت: ما أعرض عني إلا من شر هو في، ثم قال: من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقلت: أنا، فأعرض عني مرتين أو ثلاثة، فقال أبو دجانة: أنا آخذه فأضرب به حتى ينثني - أو كلمة نحوها - فأعطاه السيف، قال الزبير: فاتبعته لأنظر ما يصنع، فجعل لا يأتي رجلا من المشركين إلا قتله، فأتى رجلا كان عاطنا في القتال فقتله، وأتى على امرأة، وهي تقول:


                                                                                                                                                                    إن تقبلوا نعانق ونفترش النمارق     أو تدبروا نفارق
                                                                                                                                                                    فراق غير وامق

                                                                                                                                                                    قال: فشهر عليها السيف ثم كف يده عنها، فقلت: يا أبا دجانة، فعلت كذا وفعلت كذا حتى أتيت المرأة فشهرت عليها السيف، ثم كففت عنها. قال: أكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها.


                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية