الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    12 - باب ما يستحب للقاضي والوالي من أن يولي الشراء له والبيع رجلا مأمونا غير مشهور بأنه يبيع له؛ خوف المحاباة

                                                                                                                                                                    [ 4889 / 1 ] قال أبو يعلى الموصلي : ثنا محمد بن عبد الله بن عمار، ثنا المعافى بن عمران، ثنا مختار التمار، عن أبي مطر البصري قال: " كنت مع علي - رضي الله عنه - فانتهينا إلى السوق الكبير، فتوسم شيخا منهم فقال يا شيخ، أحسن بيعتي في قميص بثلاثة دراهم، قال: نعم يا أمير المؤمنين، فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، وأتى غلاما فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم، فلبسه من الرصغين إلى الكعبين، يقول في لباسه: الحمد لله الذي رزقني من (اللباس) ما أتجمل به في الناس، وأواري به عورتي.

                                                                                                                                                                    فقال له المسلمون: شيئا تحدث به عن نفسك أو عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك إذا لبس ثوبا "
                                                                                                                                                                    . [ ص: 386 ]

                                                                                                                                                                    [ 4889 / 2 ] رواه البيهقي في سننه: أبنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد، ثنا محمد بن عبيد، ثنا المختار - وهو ابن نافع - عن أبي مطر قال: " خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: ارفع إزارك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لك، وخذ من رأسك إن كنت مسلما، فمشيت خلفه فقلت: من هذا؟ فقال لي رجل: هذا علي أمير المؤمنين ... " فذكر الحديث.

                                                                                                                                                                    قال: " ثم أتى دار فرات، وهو سوق الكرابيس فقال: يا شيخ، أحسن بيعتي في قميص بثلاثة دراهم، فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، فأتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم، ولبسه ما بين (الرصغين) إلى الكعبين، قال: فجاء أبو الغلام صاحب الثوب، فقيل: يا فلان، قد باع ابنك اليوم من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم، قال: أفلا أخذت درهمين، فأخذ أبوه درهما وجاء به إلى أمير المؤمنين، فقال: أمسك هذا الدرهم يا أمير المؤمنين، قال: ما شأن هذا الدرهم؟ قال: كان قميصا ثمنه درهمين، قال: باعني برضاي وأخذ برضاه " .

                                                                                                                                                                    ورواه إسحاق بن راهويه، وعبد بن حميد، والطبراني في كتاب الدعاء، وتقدم في باب السماحة في البيع بطوله.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية