الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4172 / 1 ] وقال أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا عبدة بن سليمان، عن الأفريقي، عن زياد بن نعيم الكلابي، عن زياد بن الحارث الصدائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا خير في الإمرة لرجل مؤمن.

                                                                                                                                                                    [ 4172 / 2 ] رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن زياد بن نعيم، الحضرمي - من أهل مصر - : سمعت زياد بن الحارث الصدائي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام، فأخبرت أنه بعث جيشا إلى قومي، فقلت: يا رسول الله اردد الجيش وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم، فقال لي: اذهب فارددهم. فقلت: يا رسول الله إن راحلتي قد كلت فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فردهم، قال الصدائي: وكتب إليهم كتابا فقدم وفدهم بإسلامهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أخا صداء، إنك لمطاع في قومك. فقلت: بل الله هداهم بك للإسلام. وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلا أؤمرك عليهم ؟ فقلت: بلى يا رسول الله. فكتب لي كتابا فأمرني، فقلت: يا رسول الله، مر لي بشيء من صدقاتهم. فكتب لي كتابا آخر، قال الصدائي: وكان ذلك في بعض أسفاره، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فأتاه أهل المنزل يشكون عاملهم ويقولون: يا رسول الله، أخذنا بشيء كان بيننا وبين قومه في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفعل ذلك ؟ قالوا: نعم. فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه - وأنا فيهم - فقال: لا خير في الإمارة لرجل مؤمن. قال الصدائي: فدخل قوله في نفسي. ثم أتاه آخر فسأله فقال: يا رسول الله أعطني . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سأل الناس عن غنى فصداع في الرأس، وداء في البطن. فقال الرجل: أعطني من الصدقات. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لم يرض فيها بحكم نبي ولا غيره حتى حكم فيها فجزأها ستة أجزاء ؟ فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك - أو أعطيناك - حقك. قال الصدائي: فدخل [ ص: 26 ] ذلك في نفسي أني سألته وأنا غني، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سار بنا من أول الليل فلزمته وكنت قويا، وكان أصحابه ينقطعون عنه. ويستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيري، فلما كان أوان أذان الصبح أمرني فأذنت فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله ؟ فينظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ناحية المشرق إلى الفجر، فيقول: لا. حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبرز ثم انصرف إلي وقد تلاحق أصحابه فقال: هل من ماء يا أخا صداء ؟ قلت: لا، إلا شيء قليل لا يكفيك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اجعله في إناء ثم ائتني به. ففعلت، فوضع كفه في الإناء قال: فرأيت بين كل أصبعين من أصابعه عينا تفور، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أخا صداء، لولا أني أستحي من ربي سقينا وأسقينا فناد في أصحابي من له حاجة في الماء. فناديت، فأخذ من أراد منهم، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فأراد بلال أن يقيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أخا صداء أذن وهو يقيم. قال الصدائي: فأقمت الصلاة، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أتيته بالكتابين، فقلت: يا رسول الله، اعفني من هذين الكتابين. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : وما بدا لك ؟ فقلت: سمعتك يا نبي الله تقول: لا خير في الإمارة لرجل مؤمن. وأنا أؤمن بالله ورسوله، وسمعتك تقول لسائل: من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع في الرأس وداء في البطن. وقد سألتك وأنا غني، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : فهو ذاك؛ فإن شئت فاقبل، وإن شئت فدع. فقلت: بل، أدع. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : فدلني على رجل أؤمره عليكم. فدللته على رجل من الوفد الذين قدموا عليه فأمره علينا، ثم قلنا: يا نبي الله، إن لنا بئرا، إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها فاجتمعنا عليها، وإذا كان الصيف قل ماؤها وتفرقنا على مياه حولنا. وقد أسلمنا، وكل من حولنا عدو لنا، فادع الله لنا في بئرنا أن يسعنا ماؤها فنجتمع عليها ولا نتفرق. فدعا بسبع حصيات ففركهن في يده ودعا فيهن، ثم قال: اذهبوا بهذه الحصيات؛ فإذا أتيتم البئر فألقوها واحدة واحدة واذكروا الله. قال الصدائي: ففعلنا ما قال لنا، فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعرها - يعني: البئر . [ ص: 27 ]

                                                                                                                                                                    [ 4172 / 3 ] ورواه البيهقي في سننه: أبنا أبو الحسين بن بشران، أبنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق الطيبي، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن زياد ... فذكره بطوله.

                                                                                                                                                                    قلت: مدار إسناد حديث زياد بن الحارث الصدائي هذا على عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل وابن معين والترمذي والنسائي وغيرهم.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية