الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4158 ] وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: شهدت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - غداة طعن، فكنت في الصف الثاني وما يمنعني أن أكون في الصف الأول إلا هيبته، كان يستقبل الصف إذا أقيمت الصلاة فإن رأى إنسانا متقدما أو متأخرا أصابه بالدرة، فذلك الذي منعني أن أكون في الصف الأول فكنت في الصف الثاني، فجاء عمر يريد الصلاة فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فناجاه عمر غير بعيد ثم تركه، ثم ناجاه ثم تركه، ثم ناجاه ثم تركه ثم طعنه، قال: رأيت عمر قائل بيده هكذا يقول: دونكم الكلب قد قتلني. وماج الناس، قال: فجرح ثلاثة عشر رجلا فمات منهم ستة - أو سبعة - وماج الناس بعضهم في بعض، فشد عليه رجل من خلفه فاحتضنه، قال قائل: الصلاة عباد الله، قد طلعت الشمس فتدافع الناس فدفعوا عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن ( إذا جاء نصر الله ) و ( إنا أعطيناك الكوثر ) واحتمل فدخل عليه الناس، قال: يا عبد الله بن عباس، اخرج فناد في الناس عن ملإ منكم كان هذا ؟ قالوا: معاذ الله، ولا علمنا ولا اطلعنا، قال: ادعوا لي الطبيب. فدعي فقال: أي الشراب أحب إليك ؟ قال: النبيذ، قال: فشرب نبيذا فخرج من بعض طعناته، فقال الناس: هذا صديد فقال: اسقوه لبنا، فشرب لبنا فخرج من بعض طعناته، قال: ما أرى أن يمشي، فما كنت فاعلا فافعل. فقال: يا عبد الله بن عمر، ناولني الكتف فلو أراد الله أن يمضي ما فيها أمضاه. قال عبد الله: أنا أكفيك محوها. فقال: لا والله لا يمحوها أحد غيري. قال: فمحاها عمر [ ص: 16 ] بيده، قال: وكان فيها فريضة الجد، قال: ادعوا لي عليا وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد. قال: فدعوا، قال: فلم يكلم أحدا من القوم إلا عليا وعثمان، فقال: يا علي، هؤلاء القوم لعلهم أن يعرفوا لك قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أعطاك الله من الفقه والعلم فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله فيه، ثم قال: يا عثمان، إن هؤلاء القوم لعلهم أن يعرفوا لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرفك فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله ولا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس، يا صهيب، صل بالناس ثلاثا وأدخل هؤلاء في بيت فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالفهم فليضربوا رأسه. قال: فلما خرجوا، قال: إن ولوا الأجلح سلك بهم الطريق، قال: فقال عبد الله بن عمر: ما يمنعك ؟ قال: أكره أن أحملها حيا وميتا .

                                                                                                                                                                    قلت: في الصحيح طرف منه. وله شاهد وسيأتي في كتاب مناقب عمر.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية