الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4868 ] قال محمد بن يحيى بن أبي عمر : وثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن نافع بن عجير، عن أبيه نافع، عن علي بن أبي طالب قال: " خرج زيد بن حارثة إلى مكة، فقدم ببنت حمزة بن عبد المطلب، فقال جعفر بن أبي طالب : أنا آخذها وأنا أحق بها؛ بنت عمي وعندي خالتها، وإنما الخالة أم، وهي أحق.

                                                                                                                                                                    وقال علي: بل أنا أحق بها؛ هي ابنة عمي وعندي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أحق بها، فإني أرفع صوتي ليسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجتي قبل أن يخرج.

                                                                                                                                                                    وقال زيد: بل أنا أحق بها؛ خرجت إليها، وسافرت وجئت بها.

                                                                                                                                                                    فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما شأنكم؟ قال علي: بنت عمي وأنا أحق بها، وعندي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون معها، أحق بها من غيرها.

                                                                                                                                                                    قال جعفر: أنا أحق بها يا رسول الله؛ ابنة عمي وعندي خالتها، والخالة أم وهي أحق بها من غيرها.

                                                                                                                                                                    وقال زيد: بل أنا أحق بها يا رسول الله؛ خرجت إليها، وتجشمت السفر وأنفقت، فأنا أحق بها.

                                                                                                                                                                    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سأقضي بينكم في هذا وفي غيره.

                                                                                                                                                                    قال علي: فلما قال: في غيره، قلت: نزل القرآن في رفعنا أصواتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما أنت يا زيد بن حارثة، فمولاي ومولاهما، قال: قد رضيت يا رسول الله.

                                                                                                                                                                    قال: وأما أنت يا جعفر، فأشبهت خلقي وخلقي، وأنت من شجرتي التي خلقت منها، قال: رضيت يا رسول الله.

                                                                                                                                                                    قال: وأما أنت يا علي فصفيي وأميني - قال يزيد: فذكرت ذلك لعبد الله بن حسن فقال: إنه قال: أنت مني وأنا منك - قال: رضيت يا رسول الله.

                                                                                                                                                                    قال: وأما الجارية فقد قضيت بها لجعفر، تكون مع خالتها، والخالة أم، قالوا: سلمنا يا رسول الله "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    هذا إسناد فيه مقال، محمد بن نافع بن عجير لم أقف له على ترجمة، وباقي رجال الإسناد ثقات. [ ص: 371 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية