الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    15 - باب الترهيب من البخل والشح والترغيب في الجود والسخاء

                                                                                                                                                                    [ 5123 / 1 ] قال أبو داود الطيالسي : ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة (عن) عبد الله بن الحارث - وكان معلما - عن أبي كثير الزبيدي، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، وإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالقطيعة فقطعوا أرحامهم، وأمرهم بالفجور ففجروا، وأمرهم بالبخل فبخلوا، فقال رجل: يا رسول الله، أي المسلمين أفضل؟ - أو قال: أي الإسلام أفضل - ؟ قال: أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك.

                                                                                                                                                                    قال: يا رسول الله، فأي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الهجرة هجرتان؛ هجرة الحاضر، وهجرة البادي، أما البادي فيجيب إذا دعي، ويطيع إذا أمر، وأما الحاضر فهو أعظمهما بلية وأعظمهما أجرا "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    [ 5123 / 2 ] رواه مسدد، ثنا يحيى بن زكريا، حدثني عامر، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " .

                                                                                                                                                                    [ 5123 / 3 ] ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر المقرئ : ثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثير الزبيدي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أيها الناس، اتقوا الله وإياكم والظلم؛ فإن الظلم هو الظلمات يوم القيامة، ألا واتقوا الله وإياكم والفحش؛ فإن [ ص: 503 ] الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش، ألا واتقوا الله وإياكم والشح، فإنه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا.

                                                                                                                                                                    فناداه رجل: يا رسول الله، أي الإسلام أفضل؟ قال: أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك، ثم ناداه - هو أو غيره - فقال: يا رسول الله، أي الجهاد أفضل؟ قال: أن يعقر جوادك ويهراق دمك.

                                                                                                                                                                    قال: ثم ناداه - هو أو غيره - : يا رسول الله، أي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربك، وهما هجرتان: هجرة البادي، وهجرة الحاضر ... فذكره "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    [ 5123 / 4 ] ورواه أبو يعلى الموصلي : ثنا أبو خيثمة، ثنا عبد الرحمن، ثنا شعبة ... فذكره، إلا أنه لم يذكر قصة الجهاد.

                                                                                                                                                                    [ 5123 / 5 ] قال: وثنا بندار، ثنا ابن أبي عدي وأبو داود قالا: ثنا شعبة ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 5123 / 6 ] قال: وثنا عبد الله بن عمران قال: ثنا حسين الجعفي، عن فضيل بن عياض، عن الأعمش ... فذكره إلى قوله: " فأمرهم بالقطيعة فقطعوا " دون باقيه.

                                                                                                                                                                    [ 5123 / 7 ] قلت: رواه أبو داود في سننه باختصار عن حفص بن عمر، عن شعبة به. [ ص: 504 ]

                                                                                                                                                                    ورواه النسائي في التفسير بكماله من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة به.

                                                                                                                                                                    وكذا رواه الحاكم في المستدرك، وزعم أنه على شرط مسلم، وسيأتي بتمامه في كتاب المواعظ.

                                                                                                                                                                    ورواه مسدد، وأحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة من طريق أبي قلابة، عن رجل من أهل الشام، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره.

                                                                                                                                                                    وقد تقدم في كتاب الإيمان.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية