الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4216 / 1 ] قال إسحاق بن راهويه: وأبنا جرير، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان أن عتبة بن غزوان كتب إلى عمر بخبيص قد أجيد صنعته وضعوه في السلال وعليها اللبود، فلما انتهى إلى عمر كشف الرجل عن الخبيص، فقال: أيشبع المسلمين في رحالهم من هذا ؟ فقال الرسول: لا، فقال عمر: لا أريده وكتب إلى عتبة: أما بعد، فإنه ليس من [ ص: 48 ] كدك ولا من كد أمك، فأشبع من قبلك من المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك .

                                                                                                                                                                    [ 4216 / 2 ] رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : ثنا يزيد - يعني ابن هارون - ثنا عاصم، عن أبي عثمان، قال: كنت وعتبة بن فرقد بأذربيجان، فبعث سحيما ورجلا آخر إلى عمر على ثلاث رواحل، وبعث بسفطين وجعل فيهما خبيصا، وجعل عليهما أدما، وجعل فوق الأدم لبودا، فلما قدما المدينة قيل: جاء سحيم مولى عتبة، وآخر على ثلاث رواحل، فأذن لهما فدخلا، فسألهما عمر: أذهبا أو ورقا ؟ قالا: لا. قال: فما جئتما به ؟ قالا: طعام. قال: طعام رجلين على ثلاث رواحل: هاتوا ما جئتم به، فجيء بهما فكشف اللبود والأدم فجاء عمر، فقال بيده فيه فوجده لينا فقال: أكل المهاجرين يشبع من هذا ؟ قالا: لا، ولكن هذا شيء اختص به أمير المؤمنين فقال: يا فلان، هات الدواة، اكتب: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عتبة بن فرقد ومن معه من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، أما بعد، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإنه ليس من كسبك ولا كسب أبيك ولا كسب أمك، يا عتبة بن فرقد فأعادها ثلاثا، ثم قال: أما بعد، فأشبع المسلمين المهاجرين مما تشبع منه في بيتك، فأعادها ثلاثا، وكتب أن ائتزروا، وارتدوا وانتعلوا، وارموا الأغراض وألقوا الخفاف والسراويلات، وعليكم بالمعدية، ونهى عن لبس الحرير وكتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه إلا هكذا، وأشار بأصبعيه اللتين تليان الإبهام، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعيه، وجمع السبابة والوسطى، وفي كتاب عمر واقطعوا الركب وانزوا على الخيل نزوا. فقال أبو عثمان: فلقد رأيت الشيخ ينزو فيقع على بطنه، وينزو فيقع على بطنه، ثم لقد رأيته بعد ذلك ينزو كما ينزو الغلام . [ ص: 49 ]

                                                                                                                                                                    [ 4216 / 3 ] رواه أبو يعلى الموصلي ، ثنا إبراهيم السامي، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول ... فذكره باختصار.

                                                                                                                                                                    [ 4216 / 4 ] قال: وثنا أبو خيثمة، ثنا جرير، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي أن عتبة بن فرقد بعث إلى عمر بن الخطاب من أذربيجان بخبيص، فقال عمر - رضي الله عنه - : أشبع المسلمون في رحالهم من هذا ؟ فقال الرسول: لا. فقال عمر: لا نريده. وكتب إلى عتبة: أما بعد، فإنه ليس من كدك ولا من كد أبيك ومن كد أمك، فأشبع من عندك من المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك .

                                                                                                                                                                    [ 4216 / 5 ] ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ : ثنا إسماعيل بن أحمد الجرجاني، ثنا أبو يعلى الموصلي ، ثنا أبو خيثمة ... فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 4216 / 6 ] ورواه البيهقي في سننه عن الحاكم به.

                                                                                                                                                                    قلت: هو في الصحيح باختصار.

                                                                                                                                                                    وقد تقدم هذا الحديث في كتاب اللباس في باب لبس الخشن، والنهي عن التنعم والإرفاه.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية