الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4616 / 1 ] قال الطيالسي: وثنا حماد بن سلمة، ثنا يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن يسار - ويكنى أبا همام - عن أبي عبد الرحمن الفهري قال: " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حنين فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال الشجر فلما زالت الشمس لبست لأمتي، وركبت فرسي، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في فسطاطه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، قد حان الرواح يا رسول الله. قال: أجل. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بلال، فثار من تحت سمرة كأن ظله ظل طائر، فقال: لبيك وسعديك وأنا فداؤك. قال: اسرج لي فرسي. فأتاه بدفتين من ليف ليس فيهما أشر ولا بطر، قال: فركب فرسه، ثم سرنا يومنا، فلقينا العدو وتشامت الخيلان، فقاتلناهم، فولى المسلمون مدبرين كما قال الله - عز وجل - فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا عباد الله، أنا عبد الله ورسوله، يا أيها الناس، أنا عبد الله ورسوله (فانقحم) رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرسه، وحدثني من كان أقرب إليه مني: أنه أخذ حفنة من تراب فحثا بها في وجوه القوم، وقال: شاهت الوجوه. قال يعلى بن عطاء: فأخبرنا أبناؤهم عن آبائهم أنهم قالوا: ما بقي منا أحد [ ص: 251 ] إلا امتلأت عيناه وفمه من التراب، وسمعنا صلصلة من السماء كمر الحديد على الطست الحديد، فهزمهم الله - تبارك وتعالى " .

                                                                                                                                                                    هذا إسناد صحيح.

                                                                                                                                                                    [ 4616 / 2 ] رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : ثنا هدبة، ثنا حماد، ثنا يعلى بن عطاء، عن أبي همام عبد الله بن يسار، عن أبي عبد الرحمن الفهري قال: " لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم حار تحت سمرة، فلما زالت الشمس أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، حان الرحيل. قال: فوثب كأن ظله ظل طائر فنادى بلالا، فقال: لبيك وسعديك وأنا فداك، قال: أسرج لي الفرس. فأخرج سرجا دفتاه من ليف ليس فيه أشر ولا بطر (فصاففناهم) عشيتنا وليلتنا فتشامت الخيلان، فولى المسلمون كما قال الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي: أنا عبد الله ورسوله يا معشر الأنصار، أنا عبد الله ورسوله، يا معشر الأنصار، أنا عبد الله ورسوله. وأخذ كفا من تراب فضرب به وجوه القوم فأخبرني من كان أقرب إليه مني، قال: شاهت الوجوه. فانهزموا فحدثني أبناؤهم عن آبائهم قالوا: ما بقي منا إنسان إلا امتلأ فوه ووجهه ترابا. وقالوا: سمعنا كهيئة المدية في الطست الحديد " .

                                                                                                                                                                    [ 4616 / 3 ] ورواه البزار : ثنا عبد الواحد بن غياث قال: ثنا حماد بن سلمة ... فذكره.

                                                                                                                                                                    قلت: روى أبو داود في سننه منه إلى قوله: " ليس فيه أشر ولا بطر " .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية