الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    18 - باب في حق المسلم على المسلم وفيمن لم يصلحه الخير أصلحه الشر

                                                                                                                                                                    [ 5150 / 1 ] قال مسدد: ثنا عيسى، ثنا عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن أبيه قال: " غزونا زمن معاوية فأرسينا مرسى فيها مركب أبي أيوب الأنصاري، فلما حضر غداؤنا أرسلنا إلى أبي أيوب وأهل مركبه، فقال: دعوتموني وأنا صائم، فلم أجد بدا من أن أجيب؛ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن للمسلم على المسلم خصالا واجبة: إذا دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشهد جنازته، وإذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا عطس أن يشمته، وإذا استنصحه أن ينصحه.

                                                                                                                                                                    وكان فينا رجل يمزح، فقال لأبي أيوب: إن معنا رجل إذا قلت له: جزاك الله خيرا (وبرا) غضب، فقال أبو أيوب: إنا كنا نقول: من لم يصلحه الخير أصلحه الشر "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    [ 5150 / 2 ] قال إسحاق بن راهويه، أبنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ويعلى بن عبيد قالا: ثنا الأفريقي عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، سمعت أبي يقول: " إنه جمعهم في مراسيهم في مغزاهم في البحر، ومركب أبي أيوب الأنصاري، فلما حضر غداؤنا أرسلنا إلى أبي أيوب الأنصاري وأهل مركبه، فأتانا أبو أيوب الأنصاري فقال: إنكم دعوتموني وأنا صائم، وكان علي من الحق أن أجيبكم؛ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: للمسلم على المسلم ست [ ص: 513 ] خصال واجبة، فمن ترك منها خصلة ترك حقا واجبا لأخيه عليه: أن يجيبه إذا دعاه، ويسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويتبع جنازته إذا مات، وينصحه إذا استنصحه " .

                                                                                                                                                                    [ 5150 / 3 ] رواه أحمد بن منيع ، ثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، عن أبيه قال: " غزونا البحر مع معاوية، فانضم مركبنا إلى مركب فيه أبو أيوب الأنصاري، فلما حضر غداؤنا أرسلنا إليه فأتانا فقال: دعوتموني وأنا صائم، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا دعي أحدكم فليجب وإن كان صائما.

                                                                                                                                                                    وكان معنا رجل مزاح، فكان يقول لصاحب طعامنا: يا فلان، جزاك الله خيرا أو برا، فلما أكثر عليه جعل يغضب ويشتم، فقال المزاح: ما تقول يا أبا أيوب إذا أنا قلت لرجل: جزاك الله خيرا وبرا شتمني؟ فقال أبو أيوب: اقلب له، ثم قال أبو أيوب: كنا نقول: من لم يصلحه الخير أصلحه الشر.

                                                                                                                                                                    فقال المزاح للرجل: جزاك الله شرا وعزا، فضحك ورضي، فقال: لا تدع بطالتك على حال.

                                                                                                                                                                    فقال المزاح: جزاك الله أبا أيوب خيرا وبرا، قد قال لي "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    [ 5150 / 4 ] ورواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة ، قال: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، حدثني أبي " أنه جمعهم مرسى لهم في مغزى لهم مركبهم ومركب أبي أيوب الأنصاري، قال: فلما حضر غداؤنا أرسلنا إلى أبي أيوب وإلى أهل مركبه، فجاء أبو أيوب فقال: دعوتموني وأنا صائم، وكان علي من الحق أن أجيبكم، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حق المسلم على المسلم ست خصال واجبة، فمن ترك خصلة منها فقد ترك حقا واجبا لأخيه عليه: أن يجيبه إذا دعاه، وأن يسلم عليه إذا لقيه، وأن يشمته إذا عطس، وأن ينصحه إذا استنصحه، وأن يعوده إذا مرض، وأن يتبع جنازته إذا مات.

                                                                                                                                                                    وكان فينا رجل مزاح ورجل يلي نفقاتنا، فجعل المزاح يقول للذي يلي نفقاتنا: جزاك الله خيرا وبرا، فلما أكثر عليه جعل يغضب ... "
                                                                                                                                                                    فذكره. [ ص: 514 ]

                                                                                                                                                                    قلت: مدار الإسناد على عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، وهو ضعيف، ضعفه يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل ، وابن معين، والترمذي، والنسائي، وغيرهم، لكن لم يتفرد به، فقد رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة، وقد تقدم بعض حديث أبي هريرة في كتاب الصوم، في باب من دعي وهو صائم.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية