الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4428 / 1 ] قال الحارث: وثنا داود بن المحبر بن قحذم البصري، ثنا عباد بن كثير، عن يزيد الرقاشي وعن المغيرة بن حميد، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الشهداء ثلاثة: رجل خرج بنفسه وماله صابرا محتسبا لا يريد أن يقتل ولا يقتل، فإن مات أو قتل غفرت له ذنوبه كلها، ويجار من عذاب القبر، ويؤمن من الفزع الأكبر، ويزوج من الحور العين وتحل عليه حلة الكرامة، ويوضع على رأسه تاج الخلد، والثاني: رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل ولا يقتل، فإن مات أو قتل كانت ركبته بركبة إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم بين يدي الله في مقعد صدق، والثالث: رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل ويقتل، فإن مات أو قتل - جاء يوم القيامة شاهرا سيفه، واضعه على عاتقه، والناس جاثون على الركب يقول: أفرجوا لنا فإنا قد بذلنا دماءنا لله - عز وجل - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فوالذي نفسي بيده لو قال ذلك لإبراهيم صلى الله عليه وسلم أو لنبي من الأنبياء لتنحى لهم من الطريق لما يرى من حقهم، فلا يسأل الله شيئا إلا أعطاه ولا يشفع في أحد إلا شفع فيه، ويعطى في الجنة ما أحب، ولا يفضله في الجنة منزل نبي ولا غيره وله في جنة الفردوس ألف ألف مدينة من فضة، وألف ألف مدينة من ذهب، وألف ألف مدينة من لؤلؤ، وألف ألف مدينة من ياقوت، وألف ألف مدينة من در، وألف ألف مدينة من زبرجد، وألف ألف مدينة من نور تتلألأ نورا، في كل مدينة من المدائن ألف ألف قصر، في كل قصر ألف ألف بيت، في كل بيت ألف ألف سرير من غير جوهر، البيت طوله مسيرة ألف عام، وعرضه مسيرة ألف عام، وطوله في السماء خمسمائة عام، عليه زوجة قد برز كمها من جانبي السرير عشرين ميلا من كل زاوية، وهي أربعة زوايا، وأشفار عينيها كجناح النسر، أو كقواديم النسور، وحاجباها كالهلال، عليها ثياب تنبت في جنات عدن سقياها من تسنيم، وزهرتها تختطف الأبصار دونها - قال: وقال [ ص: 155 ] الحسن: لو برزت لأهل الدنيا لم يرها نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا افتتن بحسنها - بين يدي كل امرأة منهن مائة ألف جارية بكر، خدم (سوى) خدم زوجها، وبين كل سرير كرسي من (غير) جوهر، السرير طوله مائة ألف ذراع، على كل سرير مائة ألف فراش غلظ كل فراش كما بين السماء والأرض وما بينهن مسيرة خمسمائة عام، يدخلون الجنة قبل الصديقين والمؤمنين بخمسمائة عام يفتضون العذارى، وإذا دنا من السرير تضامت له الفرش حتى يركبها فيعلو منها حيث شاء، فيتكئ تكأة مع الحور العين سبعين سنة، فتناديه أبهى منها وأجمل: يا عبد الله، أما لنا منك دولة ؟ فيلتفت إليها فيقول: من أنت ؟ فتقول: إنا من الذين قال الله - تعالى - : (ولدينا مزيد ) ثم تناديه أبهى منها وأجمل من غرفة أخرى: يا عبد الله، أما لك فينا من حاجة ؟ فيقول: ما علمت مكانك. فتقول: أوما علمت أن الله - تبارك وتعالى - قال: ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) فيقول: بلى وربي. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلعله يشتغل عنها بعد ذلك أربعين عاما، ما يشغله عنها إلا ما هو فيه من النعمة واللذة، فإذا دخل أهل الجنة الجنة ركب شهداء البحر قراقير من در في نهر من نور، (مجاديفهم) قضبان اللؤلؤ والمرجان والياقوت، ترفعهم ريح تسمى الزهراء في زوج كالجبال، إنما هو نور يتلألأ، تلك الأمواج أهون في أعينهم وأحلى عندهم من الشراب البارد في الزجاجة البيضاء عند أهل الدنيا في اليوم الصائف (قدماؤهم) الذين كانوا في نحر أصحابهم الذين كانوا في الدنيا تقدم قراقيرهم من بين يدي أصحابهم ألف ألف سنة، وخمسمائة ألف سنة، وخمسين ألف سنة، وميمنتهم خلفهم على النصف من قرب أولئك من أصحابهم، وميسرتهم مثل ذلك، وساقتهم الذين كانوا خلفهم في تلك القراقير من در، فبينما هم كذلك يسيرون في ذلك النهر إذ رفعتهم تلك الأمواج إلى كرسي بين يدي عرش رب العزة، فبينما هم [ ص: 156 ] كذلك إذ طلعت عليهم الملائكة يضعفون على خدم أهل الجنة حسنا وبهاء وجمالا ونورا كما يضعفون هم على سائر أهل الجنة بمنازلهم عند الله - تبارك وتعالى - فيهم أحدهم أن يخر لبعض خدامهم من الملائكة ساجدا، فيقول: يا ولي الله، إنما أنا خادم، ونحن مائة ألف كهرمان في جنات عدن، ومائة ألف كهرمان في جنات الفردوس، ومائة ألف كهرمان في جنات النعيم، ومائة ألف كهرمان في جنات المأوى، ومائة ألف كهرمان في جنات الخلد، ومائة ألف كهرمان في جنات الجلال، ومائة ألف كهرمان في جنات السلام، كل كهرمان منهم على مائة مدينة، في كل مدينة مائة ألف قصر، في كل قصر مائة ألف بيت من ذهب وفضة ودر وياقوت وزبرجد ولؤلؤ ونور، فيها أزواجه وسرره وخدامه، لو أن أدناهم رجلا نزل به الثقلان: الجن والإنس، ومثلهم معهم ألف ألف مرة لوسعهم أدنى قصر من قصوره، ما شاؤوا من النزل والخدم والفاكهة والثمار والطعام والشراب، كل قصر مستغن بما فيه من هذه الأشياء على قدر سعتهم جميعا، لا يحتاج إلى القصر الآخر في شيء من ذلك، وإن أدناهم منزلة الذي يدخل على الله بكرة وعشيا فيأمر له بالكرامة كلها، لم يستقل حتى ينظر إلى وجهه الجميل تبارك وتعالى .

                                                                                                                                                                    [ 4428 / 2 ] قال: وزعم المغيرة بن قيس أن قتادة وسعيد بن المسيب والضحاك بن مزاحم وأبا الزبير عن جابر بن عبد الله.

                                                                                                                                                                    [ 4428 / 3 ] والعرزمي عن علي بن أبي طالب أنه حدثوا بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                    هذا حديث فيه داود بن المحبر، وهو ضعيف، قال فيه ابن حبان : كان يضع الحديث على الثقات.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية