21 - باب فيمن لم يؤمنه النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح
[ 4612 / 1 ] قال : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة أحمد بن مفضل، ثنا أسباط بن نصر قال: زعم عن السدي، عن أبيه قال: مصعب بن سعد، مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح . فأما عبد الله بن خطل، فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حريث فسبق وعمار بن ياسر، سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله، وأما مقيس بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه، وأما عكرمة فركب في البحر فأصابتهم ريح عاصف، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة: أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ها هنا. فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البر غيره، اللهم لك علي عهد إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا [ ص: 246 ] كريما. قال: فجاء فأسلم. قال: وأما فإنه اختبأ عند عبد الله بن سعد بن أبي سرح فلما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، بايع عبد الله. قال: فرفع رأسه، فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال: ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله. فقالوا: ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك. فقال: إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين " عثمان بن عفان، " لما كان يوم فتح .
[ 4612 / 2 ] رواه : ثنا أبو يعلى الموصلي ... فذكره. أبو بكر بن أبي شيبة
[ 4612 / 3 ] ورواه في مسنده: ثنا البزار ثنا يوسف بن موسى، أحمد بن المفضل ... فذكره.
قال : لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد. البزار
قلت: رجاله ثقات، ورواه في الكبرى بتمامه، النسائي في سننه من طريق وأبو داود به مقتصرا على قصة مصعب بن سعد دون باقيه. عبد الله بن سعد بن أبي سرح
ورواه في المستدرك من طريق الحاكم أحمد بن المفضل، عن أسباط بن نصر به، وقال: صحيح على شرط مسلم.
[ 4612 / 4 ] ورواه في سننه: أبنا البيهقي أبنا أبو طاهر الفقيه، ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، ثنا أبو الأزهر، أحمد بن المفضل ... فذكره، إلا أنه قال: " سعيد بن زيد " . [ ص: 247 ]
وقال في دلائل النبوة وغيره: إن قاتل مقيس بن صبابة ابن عمه واسمه نميلة بن عبد الله، وكان مسلما.
[ 4612 / 5 ] وروى الحاكم في سننه واللفظ له من طريق والبيهقي قال: ابن إسحاق بابن أبي سرح لأنه كان قد أسلم وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فرجع مشركا، ولحق أمر بمكة، وإنما أمر بعبد الله بن خطل لأنه كان مسلما فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا وبعث معه رجلا من الأنصار، وكان معه مولى يخدمه وكان مسلما، فنزل منزلا فأمر المولى أن يذبح تيسا ويصنع له طعاما ونام فاستيقظ ولم يصنع له شيئا، فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركا وكانت له قينة وصاحبتها فكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بقتلهما " انتهى. وأما المرأتان، فقال سيدنا وشيخنا أبو الفضل شيخ الإسلام قاضي القضاة البلقيني - رحمه الله - : فهما القينتان، قتلت إحداهما بمكة يوم الفتح وهي أرنب، وتدعى قريبة، والأخرى استؤمن لها فآمنت وعاشت دهرا، واسمها فرتنا، ويقال: قرتنا . " إنما