الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4642 / 1 ] وقال: وأبنا وهب بن جرير، ثنا أبي، سمعت محمد بن إسحاق يقول: حدثني بعض آل عمرو بن أمية الضمري، عن أعمامه، عن عمرو بن أمية الضمري أنه قال: " بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث معي رجلا من الأنصار بعدما قتل خبيب وأصحابه فقال: اقتلا أبا سفيان بفنائه. فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا بطن يأجح من قبل الشعب، قال: وكان صاحبي رجلا سهليا ليست له رحلة، فقلت له: إن خفت شيئا فانطلق إلى بعيرك فاركبه حتى تلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم . قال: فقال لي صاحبي: هل لك أن تطوف بالبيت ؟ فقلت: أنا أعلم بأهل مكة إنهم إذا أظلموا رشوا أفنيتهم فجلسوا بها، وأنا أعرف فيهم من الفرس الأبلق، فلم يزل يحثني حتى طفنا سبعا، ثم خرجنا حتى مررنا بمجالسهم فقالوا: هذا عمرو، والله ما جاء به خير، وكان عمرو رجلا فاتكا يسمى الخليع. قال: فشددنا حتى صعدنا الجبل، فدخلت غارا فإذا عثمان بن مالك - أو عبد الله بن مالك - التيمي يختلي لفرس فلما دنا من الغار قلت لصاحبي: والله إن رآنا هذا ليدلن علينا. قال: فخرجت إليه فوجأته بالخنجر تحت ثديه فأعطيته القاضية، فصرخ صرخة أسمعها أهل مكة. قال: فجاؤوا ورجعت إلى مكاني فدخلت فيه، فجاء أهل مكة فوجدوا به رمقا. فقالوا: من طعنك ؟ فقال: عمرو بن أمية. ثم مات، فما أدركوا منه ما استطاعوا أن يخبرهم بمكاننا، قال: ثم خرجنا فإذا نحن بخبيب على خشبة، فقال لي صاحبي: هل لك أن تنزل خبيبا عن خشبته فتدفنه ؟ فقلت: نعم. فتنح عني فإن أبطأت عليك فخذ الطريق، فعمدت لخبيب فأنزلته عن خشبته، فحملته على ظهري فما مشيت به عشرين ذراعا حتى بدرني الحرس، وكانوا قد وضعوا عليه الحرس، قال: فطرحته، فما أنسى وجبته بالأرض حين طرحته، ثم أخذت على الصفراوات حتى انصببت على العليل عليل ضجنان وهم يتبعوني، فدخلت غارا ... " فذكر قصة الذي قتله [ ص: 265 ] " ثم خرجت من الغار على بلاد أنا بها عالم، ثم أخذت على ركوة فرأيت رجلين بعثتهما قريش يتجسسان الأخبار، فقلت لأحدهما: استأسر. فأبى فرميته فقتلته، واستأسرت الآخر فقدمت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                    [ 4642 / 2 ] رواه أبو بكر بن أبي شيبة : ثنا جعفر بن عون، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن الزهري، أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وحده عينا إلى قريش، قال: فجئت إلى خشبة خبيب وأنا أتخوف العيون، فرقيت فيها فخليت خبيبا فوقع إلى الأرض، فانتبذت غير بعيد، فالتفت ولم أر خبيبا، ولكأنما ابتلعته الأرض، قال: فما رئي لخبيب رمة حتى الساعة " .

                                                                                                                                                                    وقد كان جعفر بن عون قال: عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جده.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية