الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    24 - باب: الرجلان يدعيان في أرض

                                                                                                                                                                    [ 4912 ] قال أبو داود الطيالسي : ثنا مبارك بن فضالة، عن أبي عمران الجوني، عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: " أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا وأعطى أبا بكر أرضا، قال: [ ص: 403 ] فاختلفنا في عذق - يعني نخلة - فقلت: إنما هي من أرضي، وقال أبو بكر: هي من أرضي، فقلت: يا أبا بكر، أما ترى انظر، أما ترى أنها من أرضي، فأبى وقال كلمة ندم عليها، فقال لي: يا ربيعة، قل لي مثل ما قلت لك حتى يكون قصاصا، قال: قلت: لا، فقال: لا، والله إذا لأستعدين عليك رسول الله، قلت: أنت أعلم.

                                                                                                                                                                    فانطلق يؤم النبي صلى الله عليه وسلم واتبعته، فجاء ناس من قومي، فقال: يرحم الله أبا بكر هو الذي قال لك ما قال، ويستعدي عليك، فانطلقوا معي، فقلت لهم: أتدرون من هذا، هذا أبو بكر الصديق ثاني اثنين إذ هما في الغار يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه، ويغضب الله - عز وجل - لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهلك ربيعة، ارجعوا ارجعوا، فرددتهم، فانطلقت، وقد سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقص عليه، فلما جئت قال لي: يا ربيعة، ما لك والصديق؟ قلت: يا رسول الله، قال لي شيئا وقال لي: قل لي مثل ما قلت لك حتى يكون قصاصا، فقلت: لا أقول لك مثل ما قلت لي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل، قال: فلا تقل له مثل ما قال لك، ولكن قل: يغفر الله لك يا أبا بكر، فقلت: يغفر الله لك يا أبا بكر، يغفر الله لك يا أبا بكر، فولى أبو بكر - رضي الله عنه - وهو يبكي "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    هذا إسناد حسن، مبارك مختلف فيه.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية