[ 5029 ] وعن قال: " كان هشام بن حسان الهذيل بن حفصة يجمع الحطب في الصيف - وأظنه قال: ويقشره - قال: ويأخذ القصب فيفلقه، قالت فكنت أجد قرة، فيجيء بالكانون حتى يضعه خلفي وأنا أصلي، وعنده من يكفيه لو أراد ذلك، فيوقد لي ذلك الحطب المقشر، والقصب المفلق وقودا يدفئني ولا يؤذيني ريحه، قالت: فربما أردت أن أنصرف إليه، فأقول: حفصة: يا بني، ارجع إلى أهلك، ثم أذكر ما يريد فأخلي عنه، وكان يغزو ويحج.
قالت: فأصابته الحمى، وقد حضر الحج فنقه، فلم أشعر حتى أهل بالحج، قلت: يا بني، كأنك خفت أن أمنعك، ما كنت لأفعل.
قالت: وكانت له لقحة، فكان يبعث إلي حلبة بالغداة، فأقول: يا بني، إنك لتعلم أني لا أشربه وأنا صائمة، فيقول: يا أم الهذيل، إن أطيب اللبن ما بات في ضرع الإبل، اسق من شئت.
قالت: فلما مات رزق الله عليه من (الصبر) ما شاء أن يرزق، غير أني كنت أجد غصة لا تذهب، فبينما أنا أصلي ذات ليلة وأنا أقرأ سورة النحل حتى أتيت على هذه الآية: ( ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) قالت: فأعدتها فأذهب الله ما كنت أجد " .
رواه ورواته ثقات. الحارث بن أبي أسامة،