الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 5168 ] وقال أبو يعلى الموصلي : ثنا يحيى بن أيوب، ثنا إسماعيل، أخبرني عمرو، عن سعيد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : " أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف من الصبح يوما فأتى النساء في المسجد فوقف عليهن، فقال: يا معشر النساء، ما رأيت من نواقص عقول ودين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن، وإني قد رأيت أنكن أكثر أهل النار يوم القيامة، فتقربن إلى الله - عز وجل - بما استطعتن.

                                                                                                                                                                    وكانت في النساء امرأة عبد الله بن مسعود، فانطلقت إلى عبد الله بن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذت حليا لها، فقال ابن مسعود : أين تذهبين بهذا الحلي؟ فقالت: أتقرب به إلى الله - عز وجل - ورسوله؛ لعل الله ألا يجعلني من أهل النار.

                                                                                                                                                                    فقال: هلمي ويلك تصدقي به علي وعلى ولدي وأنا له موضع، فقالت: لا والله حتى أذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت تستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه زينب تستأذن يا رسول الله، فقال: أي الزيانب هي؟ قالوا: امرأة عبد الله بن مسعود، قال: ائذنوا لها، فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني سمعت منك مقالة، فرجعت إلى ابن مسعود فحدثته وأخذت حليا أتقرب به إلى الله - عز وجل - وإليك؛ رجاء ألا يجعلني من أهل النار، فقال لي ابن مسعود: تصدقي به علي وعلى ولدي، فأنا له موضع، فقلت: حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تصدقي على بنيه وعليه؛ فإنهم له موضع.

                                                                                                                                                                    ثم قالت: يا رسول الله، أرأيت ما سمعت منك [ ص: 522 ] حتى وقفت علينا: ما رأيت من نواقص عقول قط ولا دين أذهب بقلوب ذوي الألباب منكن، قالت: يا رسول الله، فما نقصان ديننا وعقولنا؟! قال: أما ما ذكرت من نقصان دينكن فالحيضة التي تصيبكن تمكث إحداكن ما شاء الله أن تمكث لا تصلي ولا تصوم فذلك نقصان دينكن، وأما ما ذكرت من نقصان عقولكن إنما شهادة المرأة نصف شهادة "
                                                                                                                                                                    .

                                                                                                                                                                    رواه البخاري ومسلم والنسائي بنقص ألفاظ، ورواه أبو داود الطيالسي ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه، وأبو يعلى الموصلي ، وغيرهم من حديث عمرو بن أمية، وقد تقدم بطرقه في كتاب النفقات.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية