أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو جعفر البغدادي ، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ، عن ابن لهيعة أبي الأسود، عن عروة، قال: فلما لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ونظروا إليه، ومعه: طلحة، والزبير، وسهل بن حنيف، والحارث بن الصمة أخو بني النجار، ظن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم من العدو، فوضع أحدهم سهما على كبد قوسه فأراد أن يرمي، فلما تكلموا وناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكأنهم لم يصبهم في أنفسهم ضرر حين أبصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلموا أنه حي، فبيناهم كذلك عرض لهم الشيطان بفتنته وبوسوسته وتحزينه حين أبصروا عدوهم قد انفرجوا عنهم، يذكرون قتلاهم وإخوانهم، ويسأل بعضهم بعضا عن قتلاهم، واشتد حزنهم، فرد الله المشركين عليهم وغمهم به ليذهب الحزن عنهم، فإذا عدوهم فوق الجبل قد علوا، فنسوا عند ذلك الحزن والهموم على إخوانهم، ثم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم إلى قوله: أنزل على طائفة منهم والله عليم بذات الصدور ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنه ليس لهم أن يظهروا علينا" ، ثم دعا وندب أصحابه، فانتدب معه عصابة فأصعدوا في الشعب حتى كانوا هم والعدو على السواء، ثم رموا وطاعنوا حتى أهبطوهم ، [ ص: 272 ] ويبقرون البطون، ويحسبون أنهم قد أصابوا النبي صلى الله عليه وسلم وأشراف أصحابه، ثم إنهم اجتمعوا وصافوا مقابلهم وقال فانكفأ المشركون إلى قتلى المسلمين فمثلوا بهم، يقطعون الآذان والأنوف والفروج، أبو سفيان: يوم بيوم بدر " وذكر ما روينا في الأخبار الموصولة، ثم ذكر انكفاءهم إلى أثقالهم وخروجهم، بمعنى ما مضى من رواية . موسى بن عقبة