الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        وقد أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر ، قال: حدثنا يونس بن حبيب ، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي ، قال: حدثنا هشام، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله ، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه الظهر بنخل، فهم بهم المشركون ثم قالوا: دعوهم، فإن لهم صلاة بعدها أحب إليهم من أبنائهم، قال: فنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فصلى بأصحابه العصر وصفهم صفين: رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديهم، والعدو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبروا جميعا، وركعوا جميعا، ثم سجد الذين يلونه والآخرون قيام، فلما رفعوا رؤوسهم سجد الآخرون، ثم تقدم هؤلاء وتأخر هؤلاء، فكبروا جميعا وركعوا جميعا، ثم سجد الذين يلونهم والآخرون قيام، فلما رفعوا رؤوسهم سجد الآخرون استشهد البخاري برواية هشام الدستوائي وأخرجه مسلم من حديث أبي خيثمة زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، عن جابر، إلا أنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة، فقاتلونا قتالا شديدا، فلما صلينا الظهر قال المشركون: لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم، فأخبر جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، وذكر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وقالوا: إنه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد، فذكر الحديث [ ص: 368 ] .

                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب ، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، قال: حدثنا أحمد بن يونس ، قال: حدثنا زهير، فذكره.

                                        وقول من قال عن أبي الزبير، عن جابر، بنخل، يوهم أنها وغزوة ذات الرقاع واحدة، ومنها خرج إلى عسفان، كما أشار إليه ابن إسحاق، واختلاف الروايات في كيفية صلاة الخوف بها لاختلاف الأحوال به في صلاته، والله أعلم كيف كان ذلك، والمقصود معرفة كيفية صلواته وما ظهرت دلالة النبوة بإعلام الله إياه ما هم به المشركون في صلاته، وذلك حاصل وبالله التوفيق.

                                        وذكر محمد بن إسحاق بن يسار بعد هذا غزوة ذي قرد حين أغارت بنو فزارة على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي لا يشك فيه أنها كانت بعد الحديبية، وحديث سلمة بن الأكوع ينطق بذلك، فأخرنا ذكرها، وبالله التوفيق.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية