الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، قال: حدثنا عبد الله بن بكر، قال: حدثنا حميد، عن أنس، قال: غاب أنس بن النضر عم أنس بن مالك عن قتال بدر، فلما قدم قال: غبت عن أول قتال قاتله رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين، لئن أشهدني الله قتالا ليرين الله ما أصنع.

                                        فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، يعني المشركين، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني المسلمين، ثم مشى بسيفه، فلقيه سعد بن معاذ فقال: أي سعد، والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد، واها لريح الجنة، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع [ ص: 245 ] .

                                        قال أنس: فوجدناه بين القتلى به بضع وثمانون جراحة: من ضربة بسيف، وطعنة برمح، ورمية بسهم، قد مثلوا به، قال: فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه.

                                        قال أنس: فكنا نقول: أنزل فيه هذه الآية: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، إنها فيه وفي أصحابه "
                                        أخرجه البخاري في الصحيح من أوجه عن حميد وأخرجه مسلم من حديث ثابت، عن أنس .

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية