الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا عبد الله بن سهل، عن عائشة ، أنها كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق، وكان من أحرز حصون المدينة، وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن، وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين خرجوا إلى الخندق رفعوا الذراري [ ص: 441 ] والنساء في الحصون، مخافة العدو عليهم.

                                        قالت عائشة : فمر سعد بن معاذ وعليه درع له مقلصة قد خرجت منها ذراعه، وفي يده حربته توقد، وهو يقول:


                                        لبث قليلا فيشهد الهيجا حمل لا بأس بالموت إذا حان الأجل

                                        فقالت أم سعد: الحق يا بني، فقد والله أخرت، فقالت عائشة : يا أم سعد، لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي؛ فخافت عليه حيث أصاب السهم منه.

                                        زاد أبو عبد الله في روايته، قال ابن إسحاق: فرماه - فيما حدثني عاصم بن عمر - حبان بن قيس بن العرقة بسهم، فقطع من سعد الأكحل.

                                        فلما أصابه قال: خذها مني، وأنا ابن العرقة، وكان أحد بني عامر بن لؤي، فقال سعد: عرق الله وجهك في النار، اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا [ ص: 442 ] فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهد من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعله لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة.

                                        قال ابن إسحاق: حدثني من لا أتهم عن عبيد الله بن كعب بن مالك، أنه كان يقول: ما أصاب سعدا يومئذ بالسهم إلا أبو أسامة الجشمي، حليف بني مخزوم، وقال في ذلك شعرا ذكره ابن إسحاق.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية