الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد المعني، قال: حدثنا إسماعيل بن قتيبة ، قال: حدثنا يزيد بن صالح، قال: حدثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان ، قول الله عز وجل: يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقاتلهم، فإذا ظهر على درب أو دار هدم حيطانها ليتسع المكان للقتال، وكانت اليهود إذا غلبوا على درب أو دار نقبوها من أدبارها ثم حصنوها ودربوها، يقول الله عز وجل: فاعتبروا يا أولي الأبصار .

                                        [ ص: 359 ] وقوله: ما قطعتم من لينة إلى قوله: وليخزي الفاسقين يعني باللينة النخلة، وهي أعجب إلى اليهود من الوصيف، يقال لثمرها اللون، فقالت اليهود عند قطع النبي صلى الله عليه وسلم نخلهم، وعقر شجرهم: يا محمد، زعمت أنك تريد الإصلاح، أمن الإصلاح عقر الشجر وقطع النخل والفساد؟ فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، ووجد المسلمون من قولهم في أنفسهم من قطعهم النخل خشية أن يكون فسادا، فقال بعضهم لبعض: لا تقطعوا، فإنه مما أفاء الله علينا، فقال الذين يقطعونها: نغيظهم بقطعها، فأنزل الله عز وجل: ما قطعتم من لينة يعني النخل، فبإذن الله وما تركتم قائمة على أصولها فبإذن الله ، فطابت نفس النبي صلى الله عليه وسلم وأنفس المؤمنين وليخزي الفاسقين يعني: أهل النضير، فكان قطع النخل وعقر الشجر خزيا لهم ".

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية