الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو جعفر البغدادي ، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير ، قال: كان أبي بن خلف، أخو بني جمح، قد حلف وهو بمكة ليقتلن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم حلفته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل أنا أقتله إن شاء الله" ، فأقبل أبي متقنعا في الحديد وهو يقول: إن نجوت لا نجا محمد، فحمل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قتله، فاستقبله [ ص: 259 ] مصعب بن عمير، أخو بني عبد الدار، يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، فقتل مصعب بن عمير، وأبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي بن خلف من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة، فطعنه بحربته فوقع أبي عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم، فأتاه أصحابه فاحتملوه وهو يخور خوار الثور، فقالوا: ما أجزعك؟ إنما هو خدش، فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أقتل أبيا" ، ثم قال: والذي نفسي بيده، لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون، فمات إلى النار، فسحقا لأصحاب السعير " وقد رويناه فيما مضى عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب .

                                        ورواه أيضا عبد الرحمن بن خالد بن مسافر ، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب وذكره الواقدي عن يونس بن محمد بن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه، قال الواقدي : وكان ابن عمر يقول: مات أبي بن خلف ببطن رابغ، فإني لأسير ببطن رابغ بعد هوي من الليل إذا نار تأجج لي فهبتها، وإذا رجل يخرج منها في سلسلة يجتذبها يصيح: العطش، وإذا رجل يقول: لا تسقه، فإن هذا قتيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا أبي بن خلف ".

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية