الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا أبو عاصم .

                                        (ح) قال: وأخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر، واللفظ له، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا أبو عاصم، حدثنا حنظلة بن أبي سفيان، حدثنا سعيد بن مينا ، قال: سمعت جابر بن عبد [ ص: 426 ] الله، يقول: لما حفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا، قال: فانكفأت إلى امرأتي، فقال: إني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا، فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن، قال: فذبحتها، وطبخت، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله، قد ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك، قال: فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أهل الخندق، إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بكم" .

                                        وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنزلن برمتكم، ولا تخبزن عجينكم، حتى أجيء" .

                                        قال: فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت، فأخرجت له عجينا، فبصق وبارك، يعني: ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك، ثم قال: "ادعوا لي خابزة فلتخبز معك، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها" ، وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوا واحتفزوا، أو قال: انحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز
                                        كما هو حديث الدوري مختصر رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن علي [ ص: 427 ] .

                                        ورواه مسلم عن حجاج بن الشاعر، عن أبي عاصم.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية