الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        حدثنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل، ببغداد، قال: حدثنا أبو قلابة الرقاشي، قال: حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي، قال [ ص: 233 ] : حدثني عبيد الله بن الوازع بن ثور، قال: حدثني هشام بن عروة ، عن أبيه، عن الزبير بن العوام، قال: عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا يوم أحد فقال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟" فقمت فقلت: أنا يا رسول الله، فأعرض عني ثم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟" فقمت فقلت: أنا يا رسول الله، فأعرض عني ثم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟" فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه، فما حقه؟ قال: "ألا تقتل به مسلما، ولا تفر به عن كافر" ، قال: فدفعه إليه، وكان إذا أراد القتال أعلم بعصابة، قال: قلت لأنظرن إليه اليوم كيف يصنع، قال: فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه وأفراه، حتى انتهى إلى نسوة في سفح جبل معهن دفوف لهن، فيهن امرأة وهي تقول:


                                        نحن بنات طارق نمشي على النمارق     إن تقبلوا نعانق
                                        ونبسط النمارق     إن تدبروا نفارق
                                        فراق غير وامق

                                        قال: فأهوى بالسيف إلى امرأة ليضربها، ثم كف عنها، فلما انكشف القتال قلت له: كل عملك قد رأيت ما خلا رفعك السيف على المرأة ثم لم تضربها، قال: إي والله أكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقتل به امرأة.


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية