الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو جعفر البغدادي ، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن خالد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن لهيعة ، قال: حدثنا الأسود، عن عروة بن الزبير ، قال: لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم أزقة المدينة إذا النوح والبكاء في الدور، فقال: "ما هذا؟" قالوا: هذه نساء الأنصار يبكين قتلاهم، فلما سمع البكاء ذكره عمه حمزة رضي الله عنه، فاستغفر له وقال: "لكن حمزة لا بواكي له اليوم بالمدينة" ، فسمع قوله: سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وعبد الله بن رواحة، فمشوا في دورهم حتى جمعت كل باكية ونائحة كانت بالمدينة، وقالوا: والله لا تبكين اليوم قتيلا [ ص: 301 ] للأنصار حتى تبكين حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه قد ذكر أنه لا بواكي له، وكانوا يحبون رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزعموا أن الذي انطلق بالنوائح عبد الله بن رواحة، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم البكاء قال: "ما هذا؟" فأخبر بما فعلت الأنصار بنسائهم، فاستغفر لهم، وقال لهم معروفا، ورضي عمن أمر برضا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "ما هذا أردت، وما أحب البكاء" ، ونهى عنه.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية