الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عمرو البسطامي، قال: أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، قال: أخبرنا أبو [ ص: 352 ] عبد الله الصوفي، قال: حدثنا خلف هو ابن سالم، قال: حدثنا أبو أسامة .

                                        (ح) قال: قال أبو بكر : وأخبرنا ابن ناجية، قالا: حدثنا ابن يحيى بن سعيد، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه، عن عائشة ، قالت: استأذن أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم في الخروج من مكة حين اشتد عليه الأذى، فقال له: "أقم" ، فقال: يا رسول الله، أتطمع أن يؤذن لك؟ قال: "إني لأرجو ذلك" ، قال: فانتظره أبو بكر، قالت: فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذات يوم ظهرا فناداه فقال: "أخرج من عندك" ، فقال أبو بكر: إنما هما ابنتاي، قال: "أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج؟" فقال: يا رسول الله، الصحبة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصحبة" ، قال: يا رسول الله، عندي ناقتان قد كنت أعددتهما للخروج، قال: فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم إحداهما وهي الجدعاء، فركبا حتى أتيا الغار، وهو بثور، فتواريا فيه، وكان عامر بن فهيرة غلاما لعبد الله بن الطفيل بن سخبرة أخي عائشة لأمها، وكانت لأبي بكر منيحة، فكان يروح بها ويغدو ويصبح فيدلج إليهما، ثم يسرح فلا يفطن به أحد من الرعاء، فلما خرج معهما يعقبانه حتى قدم المدينة.

                                        انتهى حديث ابن ناجية ".

                                        زاد الآخر قال: فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة، وأسر عمرو بن أمية الضمري، فقال له عامر بن الطفيل: من هذا؟ وأشار إلى القتيل، فقال له عمرو بن أمية: هذا عامر بن فهيرة، فقال: لقد رأيته بعدما قتل رفع إلى السماء، حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض، قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم، فنعاهم وقال: " إن أصحابكم أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم فقالوا: ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا "، قال: فأخبرهم عنهم، قال: وأصيب منهم يومئذ عروة بن أسماء بن الصلت، سمي به عروة، ومنذر بن عمرو، سمي به منذر أخرجه البخاري في الصحيح عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة [ ص: 353 ] إلى قوله: فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة، ثم قال: وعن أبي أسامة قال: قال هشام بن عروة : فأخبرني أبي قال: لما قتل الذين ببئر معونة، وأسر عمرو بن أمية الضمري، قال له عامر بن الطفيل، فذكره بنحو مما ذكرنا، وزاد فيه: ثم وضع.

                                        قلت: هكذا رواية هشام بن عروة ، عن أبيه في شأن عامر بن فهيرة، أنه رفع ثم وضع ".

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية