الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 160 ] باب ما جاء في تزويج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من علي بن أبي طالب رضي الله عنه

                                        أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: أخبرنا أحمد بن عبد الجبار ، قال: أخبرنا يونس، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن علي، رضي الله عنه قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا.

                                        قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيزوجك؟ فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجك، فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه أفحمت، فوالله ما استطعت أن أتكلم.

                                        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما جاء بك، ألك حاجة؟" فسكت، فقال: "ما جاء بك، ألك حاجة؟" فسكت، فقال: "لعلك جئت تخطب فاطمة" ، فقلت: نعم، فقال: "وهل عندك من شيء تستحلها به؟" فقلت: لا والله يا رسول الله، فقال: "ما فعلت درع سلحتكها" - فوالذي نفس علي بيده إنها لحطمية ما ثمنها أربعة دراهم - فقلت: عندي، فقال: "قد زوجتكها، فابعث إليها بها فاستحلها بها"
                                        ، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 161 ] قال يونس: سمعت ابن إسحاق يقول: فولدت فاطمة لعلي حسنا وحسينا ومحسنا، فذهب محسن صغيرا، وولدت له أم كلثوم وزينب.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية