الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو علي الروذباري، قال: أخبرنا أبو بكر بن داسة ، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير .

                                        (ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ، قال: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل الجعفي، قال: حدثنا أبو إسحاق ، قال: سمعت البراء، يحدث قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة يوم أحد - وكانوا خمسين رجلا - عبد الله بن جبير، وقال: "إذا رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم" ، قال: فهزموهم، قال: فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الخيل، قد بدت خلاخيلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن، فقال أصحاب عبد الله بن جبير : الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنظرون، قال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فأتوهم فصرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذلك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا فأصابوا منا سبعين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصابوا من المشركين - قال النفيلي : أظنه قال يوم بدر - أربعين ومائة: سبعين أسيرا، وسبعين قتيلا، قال: فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ أفي القوم محمد؟ أفي القوم محمد؟ فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثم قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاث مرات، ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه أن [ ص: 230 ] قال: كذبت يا عدو الله، إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوءك، وقال: يوم بيوم بدر والحرب سجال، إنكم ستجدون لكم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: اعل هبل، اعل هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تجيبوه؟" فقالوا: يا رسول الله، ما نقول؟ قال: " قولوا: الله أعلى وأجل "، ثم قال: إن لنا العزى، ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تجيبوه؟" قالوا: يا رسول الله، ما نقول؟ قال: " قولوا: الله مولانا، ولا مولى لكم ".

                                        رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن خالد، عن زهير .

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية