الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي قال: أخبرنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير ، فذكر قصة بدر [ ص: 120 ] بمعنى ما ذكر موسى بن عقبة ، إلا أنه لم يسم المطعمين، ولم يذكر أبا داود المازني في قتل أبي البختري، وقال في الأسارى: فلما أحل الله تعالى فداءهم وأموالهم قالت الأسارى: ما لنا عند الله من خير، قد قتلنا وأسرنا، فأنزل الله عز وجل يسرهم: يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم فأحل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم الفداء بما ذكر من خيانتهم وبما كثروا عليه سواد القوم، ولو شاؤوا خرجوا إليه وفروا من المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله عز وجل: إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله ، الآية كلها وما بعدها حتى انقضت السورة.

                                        وأنزل الله عز وجل فبين قسم الغنائم فقال: واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى الآية.

                                        وأنزل فيمن أصيب ممن يدعى بالإسلام مع العدو بيوم بدر، وفيمن أقام بمكة ممن يطيق الخروج: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض وآيتين بعدها.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية