وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير قال: حدثنا ابن إسحاق، محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن المازني، أحد بني النجار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنظر رجل فوجده جريحا في القتلى وبه رمق، فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات، فقال: أنا في الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عني السلام، وقل له: إن "من رجل ينظر ما فعل سعد بن الربيع؟" سعد بن الربيع يقول: جزاك الله عني خير ما يجزي نبيا عن أمته، وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم: إن سعد بن الربيع يقول: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف.
ثم لم أبرح حتى مات، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبرته خبره، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمس حمزة رضي الله عنه في القتلى، فوجده ببطن الوادي قد بقر عن بطنه وعن كبده، ومثل به فجدع أنفه وأذناه ".
وبإسناده عن قال: حدثني ابن إسحاق، محمد بن جعفر بن الزبير [ ص: 286 ] ، وحدثنيه بريدة بن سفيان، عن قال: محمد بن كعب، بحمزة من المثل جدع أنفه ولعب به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا أن تجزع صفية وتكون سنة من بعدي ما غيب حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير". لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
وعن قال: حدثني ابن إسحاق، بريدة بن سفيان، عن قال: محمد بن كعب القرظي، لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بالحال التي هو بها حين مثل به، قال: "لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين منهم" ، فلما رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما به من الجزع قالوا: لئن ظفرنا بهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد، وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به إلى آخر السورة، فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم ". فأنزل الله عز وجل:
وعن عن شيوخه الذين روى عنهم قصة أحد، قالوا: ابن إسحاق، فأقبلت لتنظر إلى صفية بنت عبد المطلب حمزة بأحد، وكان أخاها لأمها وأبيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير: "القها فأرجعها" ، لا ترى ما بأخيها، فلقيها الزبير فقال: أي أمه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي، فقالت: ولم؟ فقد بلغني أنه قد مثل بأخي، وذاك في الله لما أرضانا بما كان من ذلك، فلأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله، فلما جاء الزبير إليه فأخبره قول صفية قال: "خل سبيلها" ، فأتته فنظرت إليه واسترجعت واستغفرت له، ثم أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن.