الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال: حدثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا الزهري، قال: كان لعبد الله بن أبي مقام يقومه كل جمعة، لا يتركه شرفا له في نفسه وفي قومه، وكان فيهم شريفا، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة يخطب قام فقال: أيها الناس، هذا رسول الله بين أظهركم، أكرمكم الله به وأعزكم، فانصروه وعزروه واسمعوا له وأطيعوا، ثم يجلس، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد، وصنع المنافق ما صنع في أحد، فقام يفعل كما كان يفعل، فأخذ المسلمون بثيابه من نواحيه وقالوا: اجلس يا عدو الله، لست لهذا المقام بأهل، قد صنعت ما صنعت، فخرج يتخطى رقاب الناس وهو يقول: والله لكأني قلت هجرا أن قمت أشدد أمره، فلقي رجلا من الأنصار بباب المسجد فقال: ويلك ما لك؟ فقال: قمت أشدد أمره، فقام رجال من أصحابه يجبذونني ويعنفونني كأنما قلت هجرا، فقال: ويلك، ارجع يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال المنافق: "والله ما أبغي أن يستغفر لي".

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية