فذكرهم، وذكر قصتهم بمعنى ما ذكره آخرا، وزاد قال: وقد كانت موسى بن عقبة هذيل حين قتل عاصم بن ثابت أرادوا رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن الشهيد، وقد كانت نذرت حين أصيب ابناها بأحد لئن قدرت على رأسه لتشربن في قحفه الخمر، فمنعتهم الدبر، فلما حالت بينهم وبينه قالوا: دعوه حتى يمس فتذهب عنه فنأخذه، فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما فذهب به، وقد عاصم أعطى الله عهدا لا يمس مشركا، ولا يمسه مشرك أبدا في حياته، فمنعه الله بعد وفاته مما امتنع منه في حياته. كان
قال فكان ابن إسحاق: رضي الله عنه يقول: عمر بن الخطاب " وبإسناده عن يحفظ الله عز وجل المؤمن، فمنعه الله بعد وفاته مما امتنع منه في حياته قال: وقال ابن إسحاق خبيب عند صلب المشركين إياه:
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا قبائلهم واستجمعوا كل مجمع وكلهم مبدي العداوة جاهد
علي لأني في وثاق مضيع [ ص: 329 ] وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم
وقربت من جذع طويل ممنع إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي
وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي فذا العرش صبرني على ما يراد بي
فقد بضعوا لحمي وقد ياس مطمعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع وقد خيروني الكفر والموت دونه
وقد هملت عيناي من غير مجزع وما بي حذار الموت إني لميت
ولكن حذاري جحم نار ملفع فوالله ما أرجو إذا مت مسلما
على أي جنب كان في الله مصرعي فلست بمبد للعدو تخشعا
ولا جزعا إني إلى الله مرجعي
ما علتي وأنا جلد نابل والقوس فيها وتر عنابل
[ ص: 330 ] تزل عن صفحتها المعابل الموت حق والحياة باطل
وكل ما حم الإله نازل بالمرء والمرء إليه آئل