أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو عبد الله الأصبهاني، قال: حدثنا أبو الحسن بن الجهم، قال: حدثنا الحسين بن الفرج، قال: حدثنا الواقدي، قال: حدثنا عن ابن أبي سبرة، عبد الله بن أبي لبيد، عن ، قال أبي سلمة بن عبد الرحمن الواقدي : وحدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز ، عن عبد الله بن أبي بكر، فكلاهما قد حدثنا بهذا الحديث، يزيد أحدهما على الآخر، وغيرهما قد حدثني أيضا، قالوا: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدنو إلى أدنى الشام، وقيل له: إنها طرف من أفواه الشام , فلو دنوت منها كان ذلك مما يفزع قيصر، وذكر له أن وهم يريدون أن يدنوا من المدينة، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فخرج في ألف من المسلمين، فكان يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دليل له من بدومة الجندل جمعا كثيرا، وأنهم يظلمون من مر بهم من الضافطة، وكان بها سوق عظيم، بني عذرة يقال له: مذكور، هاد خريت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغذا السير عن طريقهم، فلما دنا من دومة الجندل أخبره دليله بسوائم تميم، فسار حتى هجم على ماشيتهم ورعائهم ، [ ص: 391 ] فأصاب من أصاب وهرب من هرب من كل وجه، وجاء الخبر أهل دومة الجندل فتفرقوا، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساحتهم، فلم يجد بها أحدا، فأقام بها أياما وبث السرايا ثم رجعوا، وأخذ رجلا منهم، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن أصحابه فقال: هربوا أمس، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام، فأسلم، ورجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ". محمد بن مسلمة