أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير قال: حدثنا ابن إسحاق، يزيد بن رومان، عن ، قال: وحدثنا عروة بن الزبير يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي، وعثمان بن يهوذا، أحد بني عمرو بن قريظة، عن رجال من قومه قالوا: كان بني وائل، وكان من بني النضير حيي بن أخطب، وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وأبو عمار، ومن الذين حزبوا الأحزاب نفرا من بني وائل حي من الأنصار من أوس الله، وحوح بن عمرو، ورجال منهم لا أحفظهم، وخرجوا حتى قدموا على قريش فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنشطوا لذلك، فقالوا لهم: إنا سنكون معكم عليه، فقالت لهم قريش: أنتم أحبار يهود، وأهل الكتاب الأول والعلم بما نختلف فيه نحن ومحمد، فديننا خير أم دينه؟ فقالوا: بل دينكم خير من دينه، فأنزل الله عز وجل فيهم: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إلى قوله: وكفى بجهنم سعيرا .
[ ص: 409 ] وإنما قالوا ذلك حسدا للعرب أن جعل الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم منهم، فلما قالوا ذلك لقريش أجابوهم إلى ما دعوهم إليه، ثم خرجوا حتى جاؤوا غطفان فاستصرخوهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعوهم إلى أن يجاهدوه معهم، وأخبروهم أن قريشا تابعوهم على ذلك فواعدوهم.
فلما أقبلت قريش نزلوا بجمع الأسيال من رومة، بئر بالمدينة، قائدها أبو سفيان بن حرب، وأقبلت غطفان معها عيينة بن حصن، والحارث بن عوف، حتى نزلوا بنقمين إلى جانب أحد، فلما نزلوا بذلك المنزل، وقد كان جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر بما أجمعت له قريش وغطفان، المدينة، وعمل فيه ترغيبا للمسلمين في الأجر، وعمل المسلمون فيه فدأب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودأبوا، وأبطأ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المسلمين في عملهم ذلك رجال من المنافقين، وجعلوا يورون بالضعيف من العمل، فيتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا إذن، وجعل الرجل من المسلمين إذا نابت النائبة من الحاجة التي لا بد منها يذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويستأذنه في اللحوق بحاجته، فيأذن له، فإذا قضى حاجته رجع إلى ما كان فيه من عمله رغبة في الخير واحتسابا له، فضرب الخندق على إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إلى قوله فأنزل الله عز وجل في أولئك من المؤمنين: والله بكل شيء عليم .
فعمل المسلمون فيه حتى أحكموه، وارتجز فيه برجل من المسلمين كان يقال له جعيل، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرا، فقالوا:
[ ص: 410 ]
سماه من بعد جعيل عمرا وكان للبائس يوما ظهرا
فإذا مروا بعمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرا، وإذا قالوا ظهرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهرا".