أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ، قالا: حدثنا وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير عن هشام بن سعد، قال: أخبرني أبي الزبير، قال: جابر بن [ ص: 425 ] عبد الله، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة رجل نحفر الخندق، فلما رأيت ذلك قلت: يا رسول الله، ائذن لي فإن لي حاجة في أهلي، فأتيت المرأة فقلت: قد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا غاظني، فهل عندك من شيء؟ فقالت: هذه العناق فاذبحها، وهذا صاع من شعير فاطحنه، فطحنته وذبحت العناق، وقلت: اطبخي حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستتبعته، فانطلقت إليه فقلت: يا رسول الله، إني قد ذبحت عناقا، وطحنت صاعا من شعير، فانطلق معي، فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في القوم: "ألا أجيبوا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حجرا فجعله بين بطنه وإزاره، يقيم بطنه من الجوع، " . جابر بن عبد الله
قال: فرجعت إلى المرأة فقلت: قد افتضحت، جاءك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، فقالت: بلغته وبينت له؟ فقلت: نعم، قالت: فارجع إليه فبين له، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إنما هي عناق، وصاع من شعير، قال: "فارجع ولا تحركن شيئا من التنور، ولا من القدر حتى آتيها، واستعر صحافا" ، ، ثم أقعدهم عشرة عشرة، فأدخلهم فأكلوا، وهم ثلاثمائة، وأكلنا وأهدينا لجيراننا. فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا الله عز وجل على القدر والتنور، ثم قال: "اخرجي واثردي"
فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب ذلك.