قالت عائشة : فمر سعد بن معاذ وعليه درع له مقلصة قد خرجت منها ذراعه، وفي يده حربته توقد، وهو يقول:
لبث قليلا فيشهد الهيجا حمل لا بأس بالموت إذا حان الأجل
فقالت أم سعد: الحق يا بني، فقد والله أخرت، فقالت عائشة : يا أم سعد، لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي؛ فخافت عليه حيث أصاب السهم منه.زاد أبو عبد الله في روايته، قال فرماه - فيما حدثني ابن إسحاق: عاصم بن عمر - حبان بن قيس بن العرقة بسهم، فقطع من سعد الأكحل.
فلما أصابه قال: خذها مني، وأنا ابن العرقة، وكان أحد بني عامر بن لؤي، فقال سعد: عرق الله وجهك في النار، اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا [ ص: 442 ] فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهد من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعله لي شهادة، بني قريظة. ولا تمتني حتى تقر عيني من
قال حدثني من لا أتهم عن ابن إسحاق: عبيد الله بن كعب بن مالك، أنه كان يقول: ما أصاب سعدا يومئذ بالسهم إلا أبو أسامة الجشمي، حليف بني مخزوم، وقال في ذلك شعرا ذكره ابن إسحاق.