[ ص: 17 ] باب سرية عبد الله بن جحش رضي الله عنه
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو الصيرفي، قال: حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني قال: أخبرنا ، قال: حدثنا علي بن محمد بن عيسى ، قال: أخبرني أبو اليمان عن شعيب بن أبي حمزة، الزهري، قال: أخبرني ، عروة بن الزبير عبد الله بن جحش الأسدي، فانطلقوا حتى هبطوا نخلة، فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة لقريش في يوم بقي من الشهر الحرام، فاختصم المسلمون، فقال قائل منهم: هذه غرة من عدو، وغنم رزقتموه، ولا ندري أمن الشهر الحرام هذا اليوم أم لا، وقال قائل منهم: لا نعلم اليوم إلا من الشهر الحرام، ولا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه، فغلب على الأمر الذين يريدون عرض الدنيا، فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه وغنموا عيره، فبلغ ذلك كفار قريش، وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل بين المسلمين والمشركين، فركب وفد كفار قريش حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقالوا: أتحل القتال في الشهر الحرام؟ [ ص: 18 ] فأنزل الله عز وجل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية من المسلمين وأمر عليهم يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله إلى آخر الآية " فحدثهم الله في كتابه أن حرام كما كان، وإن الذي يستحلون من المؤمنين هو أكبر من ذلك: من صدهم عن سبيل الله حين يسجنونهم ويعذبونهم ويحبسونهم أن يهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفرهم بالله، وصدهم المسلمين عن المسجد الحرام في الحج والعمرة والصلاة فيه، وإخراجهم أهل المسجد الحرام وهم سكانه من المسلمين، وفتنتهم إياهم عن الدين. القتال في الشهر الحرام
فبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم عقل ابن الحضرمي وحرم الشهر الحرام كما كان يحرمه، حتى أنزل الله عز وجل: براءة من الله ورسوله .