[ ص: 30 ] قال : وفي الأمثال : الأصمعي
كل امرئ يعدو بما استعدا
ومن الباب العدة من العد . ومن الباب : العد : مجتمع الماء ، وجمعه أعداد . وإنما قلنا إنه من الباب لأن الماء الذي لا ينقطع كأنه الشيء الذي أعد دائما . قال :
وقد أجزت على عنس مذكرة ديمومة ما بها عد ولا ثمد
قال أبو عبيدة : العد : القديمة من الركايا الغزيرة ، ولذلك يقال : حسب عد أي قديم ، والجمع أعداد . قال : وقد يجعلون كل ركية عدا . ويقولون : ماء عد ، يجعلونه صفة ، وذلك إذا كان من ماء الركايا . قال :
لو كنت ماء عدا جممت
إذا ما أورد القوم لم يكن وشلا
قال أبو حاتم : العد : ماء الأرض ، كما أن الكرع ماء السماء . قال : ذو الرمة
بها العين والآرام لا عد عندها ولا كرع ، إلا المغارات والربل
[ ص: 31 ] فأما العداد فاهتياج وجع اللديغ . واشتقاقه وقياسه صحيح; لأن ذلك لوقت بعينه ، فكأن ذلك الوقت يعد عدا . قال الخليل : العداد اهتياج وجع اللديغ ، وذلك أن رب حية إذا بل سليمها عادت . ولو قيل عادته ، كان صوابا ، وذلك إذا تمت له سنة مذ يوم لدغ اهتاج به الألم . وهو معاد ، وكأن اشتقاقه من الحساب من قبل عدد الشهور والأيام ، يعني أن الوجع كان يعد ما يمضي من السنة ، فإذا تمت عاود الملدوغ . قال الشيباني : عداد الملدوغ : أن يجد الوجع ساعة بعد ساعة . قال : عداد السليم : أن يعد له سبعة أيام ، فإذا مضت رجوا له البرء وإذا لم تمض سبعة ، فهو في عداد . قال ابن السكيت : العداد يوم العطاء وكذلك كل شيء كان في السنة وقتا مؤقتا . ومنه قوله عليه السلام : ابن الأعرابي ، أي تأتيني كل سنة لوقت . قال : ما زالت أكلة خيبر تعادني فهذا أوان قطعت أبهري
أصبح باقي الوصل من سعادا علاقة وسقما عدادا
ومن الباب العدان : الزمان ، وسمي عدانا لأن كل زمان فهو محدود معدود . وقال : الفرزدق
بكيت امرأ فظا غليظا ملعنا ككسرى على عدانه أو كقيصرا
قال الخليل : يقال : كان ذلك في عدان شبابه وعدان ملكه ، هو أكثره وأفضله وأوله . قال :
والملك مخبو على عدانه
[ ص: 32 ] المعنى أن ذلك كان مهيأ له معدا . هذا قول الخليل . وذكر عن الشيباني أن العداد أن يجتمع القوم فيخرج كل واحد منهم نفقة . فأما عداد القوس فناس يقولون : إنه صوتها ، هكذا يقولون مطلقا . وأصح [ من ] ذلك ما قاله أن عداد القوس أن تنبض بها ساعة بعد ساعة . وهذا أقيس . قال ابن الأعرابي ، الهذلي في عدادها :
وصفراء من نبع كأن عدادها مزعزعة تلقي الثياب حطوم
فأما قول كثير :
فدع عنك سعدى إنما تسعف النوى عداد الثريا مرة ثم تأفل
وأما معد فقد ذكره ناس في هذا الباب ، كأنهم يجعلون الميم زائدة ، ويزنونه بمفعل ، وليس هذا عندنا كذا ، لأن القياس لا يوجبه ، وهو عندنا فعل من الميم والعين والدال ، وقد ذكرناه في موضعه من كتاب الميم .