الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( فرق ) الفاء والراء والقاف أصيل صحيح يدل على تمييز وتزييل بين شيئين . من ذلك الفرق : فرق الشعر . يقال : فرقته فرقا . والفرق : القطيع [ ص: 494 ] من الغنم . والفرق : الفلق من الشيء إذا انفلق ، قال الله - تعالى : فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم .

                                                          ومن الباب : الفريقة ، وهو القطيع من الغنم ، كأنها قطعة فارقت معظم الغنم . قال الشاعر :


                                                          وذفرى ككاهل ذيخ الخليف أصاب فريقة ليل فعاثا



                                                          ومن الباب : إفراق المحموم من حماه ، وإنما يكون كذا لأنها فارقته . وكان بعضهم يقول : لا يكون الإفراق إلا من مرض لا يصيب الإنسان إلا مرة واحدة كالجدري والحصبة وما أشبه ذلك . وناقة مفرق : فارقها ولدها بموت .

                                                          والفرقان : كتاب الله - تعالى - فرق به بين الحق والباطل . والفرقان : الصبح ، سمي بذلك لأنه به يفرق بين الليل والنهار ، ويقال لأن الظلمة تتفرق عنه . والأفرق : الديك الذي عرفه مفروق . والفرق في الخيل ، أن يكون أحد وركيه أرفع من الآخر . والفرق في فحولة الضأن : بعد ما بين الخصيين ، وفي الشاة : بعد ما بين الطبيين . والفارق : الخلفة تذهب في الأرض نادة من وجع المخاض فتنتج حيث لا يعلم مكانها ; والجمع فوارق وفرق . وسميت بذلك لأنها فارقت سائر النوق . وتشبه السحابة تنفرد عن السحاب بهذه الناقة ، فيقال : فارق . [ ص: 495 ] والفارق من الناس : الذي يفرق بين الأمور ، يفصلها . وفرق الصبح وفلقه واحد .

                                                          ومما شذ عن هذا الباب الفرق : مكيال من المكاييل ، تفتح فاؤه وتسكن . قال القتيبي : هو الفرق بفتح الراء ، وهو الذي جاء في الحديث : " ما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام " ، ويقال إنه ستة عشر رطلا . وأنشد لخداش بن زهير :


                                                          يأخذون الأرش في إخوتهم     فرق السمن وشاة في الغنم



                                                          والفريقة : تمر يطبخ بحلبة يتداوى به . والفروقة : شحم الكليتين . قال :


                                                          يضيء لنا شحم الفروقة والكلى



                                                          والفروق : موضع ، كل ذلك شاذ عن الأصل الذي ذكرناه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية