الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عوض ) العين والواو والضاد كلمتان صحيحتان ، إحداهما تدل على بدل للشيء ، والأخرى على زمان .

                                                          فالأولى : العوض ، والفعل منه العوض ، قال الخليل : عاض يعوض عوضا وعياضا ، والاسم العوض ، والمستعمل التعويض ، تقول : عوضته من هبته خيرا . واعتاضني فلان ، إذا جاء طالبا للعوض والصلة . واستعاضني ، إذا سألك العوض . وقال رؤبة :


                                                          نعم الفتى ومرغب المعتاض والله يجزي القرض بالإقراض



                                                          وتقول : اعتضت مما أعطيت فلانا وعضت ، أصبت عوضا . وقال :


                                                          يا ليل أسقاك البريق الوامض     هل لك والعارض منك عائض
                                                          في مائة يسئر منها القابض



                                                          [ ص: 189 ] ومعناه أنه خطبها على مائة من الإبل ثم قال لها : وأنا آخذك فأنا عائض ، قد عضت ، أي صار الفضل لي والعوض بأخذيك .

                                                          والكلمة الأخرى : قولهم عوض ، واختلف فيها ، فقال قوم هي كلمة قسم . وذكر عن الخليل أنه قال : هو الدهر والزمان . يقول الرجل لصاحبه : عوض لا يكون ذلك ، أي أبدا . ثم قال الخليل : لو كان عوض اسما للزمان لجرى بالتنوين ، ولكنه حرف يراد بها القسم ، كما أن أجل ونعم ونحوهما لما لم يتمكن حمل على غير الإعراب . وقال الأعشى :


                                                          رضيعي لبان ثدي أم تقاسما     بأسحم داج عوض لا نتفرق



                                                          والله أعلم بالصواب

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية