الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عبط ) العين والباء والطاء أصل صحيح يدل على شدة تصيب من غير استحقاق . وهذه عبارة ذكرها الخليل ، وهي صحيحة منقاسة . فالعبط : أن تعبط الناقة صحيحة من غير داء ولا كسر . قالوا : والعبيط : الطري من كل شيء . وهذا الذي ذكروه في الطري توسع منهم ، وإنما الأصل ما ذكر . يقال من الأول : عبطت الناقة واعتبطت اعتباطا ، إذا نحرت سمينة فتية من غير داء . قالوا : والرجل يعبط بنفسه في الحرب عبطا ، إذا ألقاها فيها غير مكره . والرجل يعبط الأرض عبطا ، إذا حفر فيها موضعا لم يحفر قبل ذلك . قال مرار :

                                                          [ ص: 212 ]

                                                          ظل في أعلى يفاع جاذلا يعبط الأرض اعتباط المحتفر



                                                          ويقال : مات فلان عبطة ، أي شابا سليما . واعتبطه الموت . قال أمية :


                                                          من لم يمت عبطة يمت هرما     للموت كأس فالمرء ذائقها

                                                          ومن ذلك الدم العبيط : الطري . قال الخليل - وهي العبارة التي قدمنا ذكرها - : يقال عبطته الدواهي ، إذا نالته من غير استحقاق لذلك . قال حميد :


                                                          بمنزل عف ولم يخالط     مدنسات الريب العوابط



                                                          والعبيطة : الشاة أو الناقة المعتبطة . قال الشاعر :


                                                          وله لا يني عبائط من كو     م إذا كان من رقاق وبزل



                                                          الرقاق : الصغار من الإبل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية