الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( عيط ) العين والياء والطاء أصلان صحيحان ، يدل أحدهما على ارتفاع ، والآخر [ على ] تتبع شيء .

                                                          فالأول العيط ، وهو مصدر الأعيط ، وهو الطويل الرأس والعنق . ويقال ناقة عيطاء وجمل أعيط ، والجمع العيط . قال الخليل : وتوصف به حمر الوحش . قال العجاج يصف الفرس بأنه يعقر عيطا :


                                                          فهو يكب العيط منها للذقن بأرن أو بشبيه بالأرن



                                                          والأرن : النشاط حتى يكون كالمجنون . ويقال للقارة المستطيلة في السماء جدا : إنها لعيطاء . وكذلك القصر المنيف أعيط . قال أمية :


                                                          نحن ثقيف عزنا منيع     أعيط صعب المرتقى رفيع



                                                          ومما يجوز أن يقاس على هذا الناقة التي لم تحمل سنوات من غير عقر ، يقال قد اعتاطت ، وذلك أنها ترفع وتتعالى عن الحمل . قالوا : وربما كان اعتياطها من [ ص: 196 ] كثرة شحمها . وتعتاط المرأة أيضا . ويقال : ناقة عائط ، وقد عاطت تعيط عياطا في معنى حائل ، في نوق عيط وعوائط . وقال :


                                                          وبالبزل قد دمها نيها     وذات المدارأة العائط



                                                          والمصدر أيضا عوطط وعوطة .

                                                          والأصل الآخر التعيط . نتع الشيء من حجر أو عود ، يخرج منه شبه ماء فيصمغ أو يسيل . وذفرى الجمل يتعيط بالعرق . قال :


                                                          تعيط ذفراها بجون كأنه     كحيل جرى منها على الليت واكف



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية